ابنةُ سيِّدِ البشرِ، وسيدةُ نساءِ هذهِ الأمةِ، وتُكَنى فيما بلغنا: أمُّ أبيها، وأمُّهَا أمُّ المؤمنينَ خديجةُ ابنةُ خُوَيْلدِ بنِ أسدٍ، دخلَ بها عليٌ بعدَ وقعةِ بدرٍ وقد استكملت خمسَ عَشَرَةَ سَنةً فأكثر، وانقطعَ نسبُ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم-[إلا منها](١)، وقال:"هِي بَضْعَةٌ مِنِّي، يُرِيبُنِي مَا أرَابَهَا وَيُؤْذِينِي مَا آذَاهَا"(٢)، وفيهِا وفي زوجِهَا وابنيهِمَا نزلت:{إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}[الأحزاب: ٣٣] فجَلَّلَهُم النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- بكساءٍ وقال:"اللَّهُمَّ أهلُ بَيتي"(٣)، ومناقبُهَا شهيرةٌ كثيرةٌ جمعهَا الحاكِمُ وغيرُهُ، قالت عائشةُ: ما رأيتُ قط أحدًا أفضلَ منهَا غيرَ أبيهَا (٤)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أفضلُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ: خديجةُ، وفاطمةُ، ومريمُ، وآسيةُ"(٥)، وفي روايةٍ:"سيِّدَةُ نساءِ أهلِ الجنَّةِ فاطمةُ إلَّا ما كانَ من مريمَ"(٦).
(١) سقط ما بين المعقوفتين في الأصل، وهو في "تاريخ الإسلام" ١/ ٣٧٢ للذهبي، ومنه أخذه السخاوي بنصه. (٢) رواه البخاري في "الصحيح" كتاب النكاح، باب ذب الرجل على ابنته .. رقم: ٤٩٣٢، ومسلم في "الصحيح" كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل فاطمة، رقم: ٢٤٤٩. (٣) رواه أحمد في "المسند" ٤/ ١٠٧. (٤) رواه الطبراني في "الأوسط" ٣/ ١٣٧. (٥) رواه أحمد في "المسند" ١/ ٢٩٣ من حديث عبد اللَّه بن عباس. (٦) رواه أحمد في "المسند" ٣/ ٨٠، والحاكم في "المستدرك" ٣/ ١٦٨ من حديث أبي سعيد، ورواه بنحوه الترمذي في "السنن" برقم ٣٨٧ والنسائي في "الكبرى" برقم ٨٥١٣ عن أم سلمة.