وأُمُّه هالةُ ابنةُ خويلدٍ، وكان يلقَّبُ جرو البطحاءِ، ويقال له: الأمينُ، واختُلفَ في اسمِهِ، فقيل: لقيط أو الزبيرُ أو هشيمٌ أو مِهْشَمٌ -بكسرِ أوله وسكونِ ثانيه وفتجِ المعجمةِ- وقيل: بضمِّ أولِهِ وفتحِ ثانيه وكسرِ الشين الثقيلةِ، أو قاسم أو ياسر، ولعلَّهَا محرَّفَةٌ من قاسم، والأولُ أكثرُ.
زوّجَهُ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أكبرَ بناتِهِ زينبَ، وهي من خالتِه خديجةَ، ثمَّ لم يتفقْ أنَّه أسلمَ إلَّا بعدَ الهجرةِ.
واتفق أنَّه خرجَ إلى الشَّامِ في تجارةٍ فلمَّا كان بقربِ المدينةِ أرادَ بعضُ المسلمين الخروجَ إليه لأخذ مَا معه وقتلِهِ، فبلغَ ذلكَ زينبَ فقالت: يا رسولَ الله قدْ أجرتُه، فأُجير (٢)، وعُرضَ عليه الإسلامُ فلم يفعلْ، ثُم رجعَ إلى مكَّةَ فأدَّى إلى كُلِّ ذي حقٍّ حقَّهُ وقالَ: يا أهلَ مكةَ أوفيتُ ذمتي، قالوا: اللهمَّ نعم، قال: فإني أشهدُ أن لا اله إلا الله وأنَّ محمدًا رسولُ الله،