وُلدَ في سنةِ ستٍّ وعشرين، وهو أوَّلُ مَن سُمِيَّ عبدَ الملكِ في الإسلامِ، وأمُّه هي عائشةُ ابنةُ معاويةَ بنِ أبي العاصِ، بُويع بالخلافةِ بعهدٍ مِن أبيهِ في خلافةِ ابنِ الزُّبيرِ، وبقيَ على مصرَ والشَّامِ، وذلكَ -[يعني ابنَ الزُّبير]- -رضي الله عنه- على باقي البلادِ سبعَ سنين، ثمَّ غلبَ هذا على العراقِ وما والاها في سنةِ اثنتينِ وسبعين، وبعدَ سنةٍ قُتلَ ابنُ الزُّبيرِ رضيَ الله عنه، واستوثقَ الأمرُ لعبدِ الملكِ.
وقالَ ابنُ سعدٍ (٤): وكانَ قبلَها عابدًا، ناسكًا بالمدينةِ، وشهدَ يومَ الدَّارِ معَ أبيه وهو ابنُ عشرِ سنين، وحفظَ أمرَهم، قالَ: واستعملَه معاويةُ على المدينةِ وهو ابنُ ستَّ عشرةَ سنةً، ولكنْ قالَ الذَّهبيُّ (٥): إنَّ ابنَ سعدٍ انفردَ بذكرِ استعمالِ معاويةَ له عليها.
قلتُ: بل هو أصلٌ في وقعةِ الحرَّةِ، وذلكَ أنَّه قالَ لمُسلمِ بنِ عُقبةَ: أرى [أن]