بعضِ السنينِ إلى اليَمَنِ، وإلى بَجِيلةَ، وتكرَّر دخوله المدينةَ، وماتَ في صفرٍ سنةَ إحدى وثمان مئةٍ، ودُفِنَ عند الشَّيخ خليلٍ المالكيِّ بوصيَّةٍ منه، وأطلتُ ترجمتَهُ في "الضوءِ" وكذا طوَّلها الفاسىُّ في مكة، رحمه الله وإيانا.
٣٧٩١ - محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ محمَّدِ بنِ عليِّ بنِ يُوسفَ بنِ الحسنِ بن يوسف الزَّرَنْديُّ، المدَنيُّ الحنَفيُّ (١).
اشتغلَ وفَضُل في الفقه وغيرِه، بحيثُ تأهَّل للتدريس، وكانَ خيِّرًا، مُنْجَمِعًا، لا يخرجُ إلا للجماعاتِ غالبًا، وهو والشَّمسُ محمَّد بنُ إبراهيمِ الخُجنديُّ ممَّن عُيِّنا لإمامةِ الحنفيَّةِ بالمدينةِ حينَ جدِّدتْ، ولكن امتنعَ هذا من المباشرَةِ تورُّعًا، مع أخذ لحصَّتِهِ في معلومها، ماتَ تقريبًا سنة ثمانٍ وستينَ وثمانِ مِئَةٍ، ودُفِنَ بالقُربِ من قبورِ الشُّهداء (٢)، جِوارَ الجلالِ الخُجَنديِّ نحو السيِّدِ حمزةَ، بوصيةٍ منه، رحمه الله.