والد أبي الفرجِ مُحمَّد، وأخو (١). وُلِدَ في جُمادى الثَّانيةِ سنةَ تسعٍ وعشرين وثماني مئةٍ بالمدينةِ، ونشأَ بها، وسمعَ على أبي الفتح المراغيِّ، ودخلَ مصرَ غيرَ مرَّةٍ، وكانَ ينزلُ عندِ الأمينِ الأقصرائيِّ، ويحضر دروسه.
وولي حِسبةَ المدينةِ بسعايةِ عمرَ بنِ عبدِ العزيزِ بنِ بدرٍ السابقيِّ (٢) كاتبِ الحرمِ، عوضًا عن قريبِه قاضي الحنفيةِ عليِّ بنِ سعيدٍ الماضي، ثمَّ صُرِفَ عن قُربٍ به.
عن: مالكٍ. روى سعيدُ بنُ إسحاقَ (٤) عنه قولَه: كنتُ جالسًا عندَ مالكٍ إذ جاء ابنُ عيينةَ، فذكرَ حكايةً باطلةً (٥)، وليسَ في سندِها مَن يُنظر في أمرِه سواه، والرَّاوي عنه سعيدُ بنُ إسحاقَ هو صاحب سُحنونَ (٦). كما رويناه منسوبًا في
(١) بعدها بياض في الأصل بمقدار كلمة. (٢) نسبة لسابقِ الدِّينِ أحدِ خُدَّام المدينة، ويعرفُ بابنِ بدرٍ، سجنه الأشرفُ قايتباي مرَّةً بعد أخرى، مات سنة ٨٩٧ هـ. "الضوء اللامع" ٦/ ٩٣. (٣) متفرقتين، ومنتشرتي الأغصان. "القاموس": شعا. (٤) سعيد بن إسحاق، مجهول. قالَ أبو زرعة: لا أعرفه. "الجرح والتعديل" ٤/ ٥. (٥) ذكرها الحافظ في "اللسان" ٦/ ٤٠. (٦) سحنون بفتح السين وبضمها، لقب عبد السلامِ بنِ حبيبٍ المغربيُّ، القيروانيُّ، المالكي، =