كنفِ أبيه، فحفظ القرآنَ و "المنهاجين"(١) و "الألفيتين"(٢)، وعرضَ ببلدِه ومصرَ والشَّامِ، وسافرَ مع أبِيه إليهما، واشتغلَ، وبرعَ في الفرائضِ والحسابِ، وأقرأَ الطلبةَ فيهما، مع مشاركتِه في الميقاتِ والحرفِ.
ومن شيوخِهِ: الشِّهابُ الأبْشِيطي، والجوجَرِي، والبَكْرِي، وحملَ عنه "حاشيتَهُ على الروضة"، وكتَبهَا بخطِّهِ، وجمعَ الحديثَ، فسمِعَ عليَّ ومنِّي أشياءَ، بل قرأ عليَّ في "صحيح مسلم"، وتعانَى النظم، وامتدَحني بقصيدةٍ قيلت بالرَّوضةِ النَّبويَّةِ، وكانَ ذا هِمَّةٍ وطاقةٍ، وقدمَ القاهرةَ غيرَ مرةٍ، وماتَ بها في شوَّالٍ سنةَ سبعٍ وثمانينَ وثمان مِئة، ودُفن بحوشِ الصُّوفية.
وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ (٤) عن: الدُّوريِّ، عن ابن مَعِينٍ (٥): مدنيٌّ، كان ينزلُ كِرمانَ، وهو ثقةٌ. وقالَ العِجلي (٦): ثقةٌ. وقال النَّسائيّ (٧): ليس بالقويِّ.
(١) أي الأصلي والفرعي، وقد تقدم التعريف بهما. (٢) أي "ألفية ابن مالك"، و "ألفية الحديث" للعراقي، وقد تقدَّم التعريف بهما. (٣) "التاريخ الكبير" ٥/ ٢٥٧، و "تاريخ الإسلام" ١٠/ ٣١٣، و "لسان الميزان" ٥/ ٨٠. (٤) "الجرح والتعديل" ٥/ ٢١١، وكان الأصل: ابن أبي حِبَّانَ وقوله: أبي جاء فوق السطر، والتصويب من مصادر الترجمة. (٥) "تاريخ ابن معين"، برواية الدوري ٢/ ٣٤٣. (٦) "معرفة الثقات" ٢/ ٨٢. (٧) "الضعفاء" للنسائي ٢٠٦.