فقيهةُ نساءِ الأمةِ، وحبيبةُ حبيبِ اللَّه، المُبَرَّأَةُ من فوقِ سبعِ سماواتٍ، واسمُ أبيها عبدُ اللَّه بنُ عُثمانَ، وأُمُّهَا أُمُّ رومانَ ابنةُ عامرِ بنِ عُويمرِ بنِ عبدِ شمسٍ، دخلَ بِهَا النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- في شوالٍ بعدَ بدرٍ وهي ابنةُ تسعٍ، وماتَ عنها وهي ابنةُ ثماني عَشَرَةَ، ولم يتزوَّجْ بِكْرًا غيرَهَا، وقالَ لهُ عمرو بنُ العاصِ: أي النَّاسِ أحبُّ إليكَ؟ قالَ: عائشة، يعني مِنَ النِّساءِ (٢)، وقالَ: فضلُ عائشةَ على النِّساءِ كفضلِ الثَّرِيدِ على سائرِ الطعامِ (٣)، ومناقِبُهَا تحتملُ مُجلَّدًا، أفردَهَا غيرُ واحدٍ. قالَ الزُّهريُّ: لو جمعَ علمُهَا إلى علمِ جميعِ أزواجِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- وعلمِ جميعِ النِّساءِ لكانَ علمُهَا أفضلَ. وقالَ عطاءُ بنُ أبي رباحٍ: كانت أفقهَ النَّاسِ، وأعلمَ النَّاسِ، وأحسنَ النَّاسِ قُرآنًا في العامةِ. وقالَ أبو مُوسَى الأشعريِّ: مَا أشكلَ علينا أصحابَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- أمرٌ قط فسألنَاهَا عنهُ إلا وجدنَا عندَهَا منهُ علمًا. وقالَ مسروقٌ: رأيتُ مشيخةَ الصحابةِ يسألونَهَا عن الفرائضِ، وقالَ عُروةُ: مَا رأيتُ أحدًا أعلمَ بفقهٍ ولا بطبٍّ ولا بشعرٍ منها. وقد صنَّفَ الزَّركشيُّ تبعًا لغيرِه استدرَاكَهَا على الصحابةِ (٤).
(١) "الإصابة" ٤/ ٣٥٩. (٢) "صحيح البخاري" كتاب فضائل الصحابة، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: لو كنت متخذا خليلًا، رقم ٣٤٦٢، و"صحيح مسلم" كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر، رقم: ٢٣٨٤. (٣) "صحيح البخاري" كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة، رقم: ٣٥٥٨، و"صحيح مسلم" كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل خديجة، رقم: ٢٤٣١. (٤) وهو مطبوع عن المكتب الإسلامي سنة: ١٣٩٠ هـ، ودار الخانجي سنة: ١٤٢١ هـ.