وُلد سنةَ ستٍّ وثمانِ مئةٍ، أو التي بعدَها بجُزولةَ مِن المغربِ، وماتَ أبوه وله ثمان سنين أو نحوُها، فسافرَ مع أخيهِ عيسى إلى مُرَّاكشَ، فأكملَ بها حفظَ القرآنِ، وأقامَ بها ستةَ عشر عامًا، واشتغلَ فيها بالفقهِ والعربيةِ والحسابِ على أبي العبَّاسِ الحلفانيِّ، وأخيه عبدِ العزيز قاضيها، وأحمدَ القصريِّ خطيبِها ومدرِّسها، وموسى الصنهاجيِّ في آخرين، ثمَّ سافرَ منها سنةَ خمسٍ وثلاثين معَ أخيه أيضًا إلى فاسٍ (٥)، فدامَ بها أشهرًا اجتمعَ فيها بأبي عبدِ الله العبدوسيِّ وغيرِه، ولقيَ بغيرِها أبا العباسِ الخطيبَ، ومحمَّدًا الماقريَّ (٦)، وعادَ لمراكشَ وفاسٍ، ثمَّ توجَّهَ إلى
(١) "التاريخ الكبير" ١/ ٩٦، و"الجرح والتعديل" ٧/ ٢٦٦. (٢) "الثقات" ٥/ ٣٧٥. (٣) كتاب النكاح، باب: النظر إلى المرأة إذا أراد أن يتزوجها (١٨٦٤). (٤) "الضوء اللامع" ٧/ ٢٥٨، و"توشيح الابتهاج" للقرافي، ص: ٢٠٦، و "نيل الابتهاج" ٢/ ٥٣٨. (٥) تحرَّفت في المخطوطة إلى: فارس؟ والتصويب من "الضوء اللامع"، وهو الذي يقتضيه السياق. (٦) له ذكرٌ في "ثبت البلوي"، ص: ١٨٩.