مِن أهلِ المدينة، صحابيّ، سألَ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- عن الصَّومِ في السَّفر، وكانَ يسردُ الصَّومَ، ذكرَه مسلمٌ (٣) في المدنيين، وروى أيضًا عن الشَّيخين، وكان البشيرَ إلى أبي بكرٍ بوقعةِ أجنادين (٤)، و [روى] عنه: ابنه محمَّدٌ، وعروةُ بن الزُّبير، وسليمانُ بنُ يسارٍ، وحنظلةُ بنُ عليٍّ الأسلميُّ، وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، وأمَّره النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على قريةٍ، وقال: كنَّا مع رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- في سفرٍ، فتفرَّقنا في ليلةٍ ظلماءَ دُحْمُسةٍ (٥)، فأضاءتْ أصابعي حتِّى جمعوا عليها ظهرَهم، وإنَّ أصابعي لتنيرُ (٦)،
=٩/ ٧٩، ورجاله ثقات. (١) القائل هو كعب بن مالك، وقيل: عبد الله بن رواحة، والأبيات في "سيرة ابن هشام" ٣/ ٨٨، و "أسد الغابة" ١/ ٥٣٠. (٢) بفتح الرَّاء. "القاموس": رزح. (٣) "الطبقات" ١/ ١٥٢ (٨٥). (٤) أجنادينُ أولُ مدينةٍ فُتحت بالشامِ في عهد أبي بكر الصديق، بقيادة خالد بن الوليد. انظر خبر ذلك في "تاريخ الطبري" ٢/ ٤٤٧، و "الكامل في التاريخ" ٢/ ٢٦٥. (٥) قال الفيروز آباديُّ: الدَّحْمَسُ: الأسودُ من كلَ شيء، وليلةٌ دُحْمُسَةٌ، وليلٌ دُحْمُسٌ: مظلمٌ. "القاموس" دحمس. (٦) أخرجه البخاريُّ في "التاريخ الكبير" ٣/ ٦٩، وسنده حسن.