ذهبَ بصرُه فربِّما لُقِّنَ، وكتبُه صحيحةٌ. وذكرَه ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"(١)، ووهَّاه أبو داود، ونقمَ عليه حديثَ الإفك لروايته عن مالك (٢)، وقالَ الدَّارقطنيُّ (٣): ضعيفٌ، وأشار إلى أنَّهم عابوا البخاريَّ به، وكذا قال الحاكمُ: عِيبَ عليه إخراجُ حديثه وقد غمزوه (٤).
صاحبُ نافعِ بنِ أبي نُعيم، قرأ عليه ولدُه محمَّدُ، وخَلَفُ ابنُ البزَّار، ومحمَّدُ بنُ سعدانَ، وأبو حمدون الطَّيِّب، روى عن: ابنِ أبي الزِّنادِ، ومالكٍ، وابنِ أبي ذِئبٍ، ونافعٍ، وعنه: ابنُه، ويحيى بنُ محمَّدٍ الجاريّ، وخلفٌ، وغيرُهم. روى له أبو داود (٦). وكان إمامًا في القراءة مقبولًا. وقال الأزديُّ: ضعيفٌ يرى القدَر، توفي سنة ستٍّ ومئتين.
سمع عمروَ بنَ عليٍّ الصَّيرفيَّ، وحُميدَ بنَ مَسعدةَ، وعُمرَ بنَ شبَّةَ، وعنه: أبو أحمدَ العسَّالُ، وأبو الشَّيخِ، وغيرُهما. ماتَ سنةَ إحدى عشرةَ وثلاثَ مئةٍ. قلتُ: ويحرَّرُ
(١) "الثقات" ٨/ ١١٤. (٢) انظر: "ميزان الاعتدال" ١/ ١٩٨، و"تهذيب التهذيب" ١/ ٢٦٥. (٣) "سؤالات السهمي" للدارقطني، رقم (١٩٠). (٤) قال الذَّهبيُّ بعد أن ذكره هذه الأقوال وغيرها: وهو صدوق في الجملة. "ميزان الاعتدال" ١/ ١٩٩. (٥) "تهذيب الكمال" ٢/ ٤٧٣، و "تهذيب التهذيب" ١/ ٢٦٥ (٦) كتاب الطهارة، باب: من روى أنَّ المستحاضة تغتسل لكلِّ صلاة (٢٩١).