الماضي أبوه، وابنُهُ عبدُ العزيزِ. قالَ ابنُ فرحونٍ (٤): إنَّهُ كانَ على بِرٍّ، وصَدَقَةٍ، وإحسانٍ إلى الناسِ، وإيثارٍ للفقراءِ، مِنْ رؤساءِ المدينةِ، وأجاويدِها، ذا همَّةٍ عَلِيَّةٍ، ومروءَةٍ سَنِيَّةٍ، مِمَّنْ يُرْجَعُ إليه في الرَّأيِ، صَحِبَ بعد والدِهِ أُمَراءَ مِصْرَ، وأَخَصَّه به منهم الملك نائبُ السَّلْطَنَةِ فأحسنوا إليه، ووالَوْهُ لمِاَ وَجَدُوا فيه مِنَ الدِّيانَةِ والخِدمَةِ، وحِفْظِ المروَّةِ، وكانَ يقضي حوائجَ النَّاسِ بما هو في يَدِهِ، وبما هو عندَ غيرِهِ، ويَسْعَى في تحصِيْلِهِ؛ وَلَوْ برَهْنٍ مِن حُليِّ عيالِهِ كراهةَ أنْ يرجع سائلُهُ خَائِبًا، واشتُهِرَ بالذِّكرِ الجميلِ، ووَلِيَ شهادةَ الحَرَمِ الشريفِ، والنَّظَرَ على جميعِ ما يأتيهِ من الحَوَاصِلِ، ومِمَّا يَنْشَأُ فيه من العَمارَاتِ، وعلى المِيْضَأَةِ التي عند