كانت من أجملِ النِّساءِ، فلمَّا تزوجها النَّبِيُّ خافَ نساؤُهُ أن تغلبهُنَّ عليهِ، فخدعنَهَا بمقالةٍ قالتهَا لمَّا دخلَ عليها، ففارَقَهَا (٢)، وكانت تُسمِّي نفسَهَا الشَّقِيَّة، وقيل لهَا: أقيمي في بيتكِ محتجبةً إلَّا من ذي محرمٍ، ولا يطمعُ فيك طامع فإنَّكِ من أُمَّهاتِ المؤمنين، واستمرت كذلك حتى ماتت في خلافةِ عُثمانَ عندَ أهلِهَا بنجدٍ (٣). وقيلَ: إنَّها تزوجت ورامَ عُمرُ معاقَبَتَهَا، فقالت: واللّه مَا ضُرِبَ عليَّ الحجابُ ولا سُمِّيتُ بِأُمِّ المؤمنين، فكفَّ عنها (٤)، وفي كُلِّ ما ذُكرَ خِلافٌ هو بيِّنٌ في "الإِصَابَةِ"(٥).
(١) "الطبقات الكبرى" (٨/ ١٤٣)، "الاستيعاب" (٤/ ٣٤٨ - ٣٥٠)، "تجريد أسماء الصحابة" (٢/ ٢٤٥). (٢) ما ذكره السخاوي: "أن نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- علَّمنها ذلك"؛ فقد ردَّ ابن الملقِّن هذه الرواية فقال: "قال ابن الصلاح: "لم أجد لها أصلا ثابتا، والحديث في صحيح البخاري بدون هذه الزيادة البعيدة، وقال النووي في "تهذيبه": هذه الزيادة باطلة ليست بصحيحة، وقد رواها محمد ابن سعد في "طبقاته" لكن بإسنادٍ ضعيف. قلت: وأخرجها أيضًا الحاكم من حديث الواقدي". "البدر المنير" ٧/ ٤٥٢ - ٤٥٥. وقال الحافظ: "قال ابن الصلاح في "مشكله": هذا الحديث أصله في البخاري من حديث أبي أسيد الساعدي دون ما فيه: أن نساءه علَّمنها ذلك، قال: وهذه الزيادة باطلة، وقد رواها ابن سعد في الطبقات بسند ضعيف. قلت: فيه الواقدي، وهو معروف بالضعف". "التلخيص الحبير" (٣/ ٢٨٠ - ٢٨١). (٣) "الطبقات الكبرى" (٨/ ١٤٦). (٤) "الطبقات الكبرى" (٨/ ١٤٧). (٥) "الإصابة" (٤/ ٢٣٣).