تلميذُ أبي العبَّاسِ المُرسي، وُلدَ -كما كتبَه العفيفُ المطَريُّ- في سنةِ تسعين وستِّ مئةٍ، وقال العثماني (٢) قاضي صفدَ فيما نقلَه شيخُنا في "درره"(٣) عنه: إنَّه كانَ يشتغلُ ويتكلَّمُ على النَّاسِ، ولا يخلو بنفسه إلا ساعةً بعدَ الظُّهرِ. قالَ شيخُنا: وزعمَ أنَّه ماتَ تقريبًا سنةَ خمسَ عشرةَ وسبع مئةٍ، فليحرَّر.
قلتُ: أرَّخَه العفيفُ المطريُّ سنةَ ثلاثٍ وثلاثين بالتكرور (٤)، وله تأليفٌ في زيارة النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، والرَّدِّ على مُنكرها، سمَّاه "البيان والانتصار في زيارة النَّبيّ المختار"، وهو مطوَّلٌ في مجلِّدين، أجادَ فيه.
قالَ شيخُنَا: ورأيتُ له قصيدةً يُرغِّب فيها في الموتِ أوِّلهُا (٥):
(١) "نيل الابتهاج" ١/ ١٧٥، و "هدية العارفين" ١/ ٣٦٠، و "شجرة النور الزكية"، ص: ٢٠٤. (٢) محمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمن بن الحسين العثمانيُّ، الدِّمشقيُّ، أخذ عن محمَّد بن عبد الحق الحصريِّ، له: "طبقات الفقهاء الشافعية" قال عنها ابن قاضي شهبة: المحشوة بالأوهام، وله: "تاريخ صفد"، من أهل القرن الثامن. "طبقات الشافعية"، لابن قاضي شهبة ٣/ ٣٧، ٥٩، و"هدية العارفين" ٢/ ١٧٠. ومن الغريب أنَّ الحافظ ابن حجر لم يترجم له في "الدرر الكامنة" مع أنه كان ينقل من كتاب المترجَم "طبقات الشافعية". (٣) "الدرر الكامنة" ٢/ ١٠٠. (٤) في "نيل الابتهاج": وفاته ٧٣٢ هـ. (٥) الأبيات في "الدرر الكامنة".