وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ (١): ذكرتُ لأبي زُرعة شيئًا مِن حديثِه، فقالَ: لا تجعلْ في حوصلتِكَ مِن حديثِه شيئًا، وقالَ النَّسائيُّ في "التمييز": ليسَ بثقةٍ، ولا يُكتبُ حديثُه، كذَّابٌ خبيثٌ، انتهى. وهو -فيما قيلَ- الذي زادَ في حديثِ (٢): "لا سبقَ إلَّا في خُفٍّ، أو حافر"، فقالَ:"أو جناحٍ" ليسرَّ بذلك الخليفةَ. ولمَّا قدمَ الرَّشيدُ المدينةَ أعظمَ أنْ يرقى مِنبر النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في قَباءٍ أسود ومِنْطَقةٍ، فقالَ أبو البَختريُّ (٣): ثنا جعفرُ بنُ محمَّدٍ، عن أبيه قالَ: نزلَ جبريلُ على النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- في قَباءٍ أسودَ، ومِنطَقةٍ مُحتجزًا فيها بخنجرٍ، فقالَ المعافى (٤) التَّميميُّ (٥):
ويلٌ وعَولٌ لأبي البختري … إذا توافى النَّاسُ للمحشرِ
مِن قولِه الزُّورَ وإعلانِه … بالكذْبِ في النَّاسِ على جعفرِ
والله ما جالستُه ساعةً … للفقهِ في بَدْوٍ ولا مَحضرِ.
يزعمُ أنَّ المصطفى أحمد … جاءه جبريلُ التَّقيُّ البَري
عليه خفٌّ وقَباءٌ أسودُ … مُمنطَقًا في الحِقوِ بالخَنجرِ
(١) "الجرح والتعديل" ٩/ ٢٥. (٢) أخرجه الترمذي في الجهاد، باب: ما جاء في الرهان والسبق (١٧٠٠)، ولفظه: "لا سبق إلا في نصلٍ، أو خفٍّ، أو حافرٍ"، وقال: حديث حسن. (٣) "أخبار القضاة"، لوكيع، ١/ ٢٤٨. (٤) في المخطوطة: "المعاذي". (٥) الأبيات في "تاريخ بغداد" ١٣/ ٤٥٢، و"تاريخ دمشق" ٦٣/ ٤١١، و"الصارم المنكي في الرد على السبكي"، ص: ٢٢٢. ووقع في الأصل: "التيمي"، والصواب المثبت، وانظر: "لسان الميزان" ٨/ ٤٠٢، و"الأعلام"، للزركلي ٨/ ١٢٦.