أَحَدُ الصَّحابةِ العَشَرَةِ المَشهودِ لهم بالجنَّةِ، وأَحَدُ السَّابقينَ الأوّلينَ، وثامنُ (٢) مَنْ في المدنيينَ لمسلمٍ (٣)، واقتَصَرَ على وُهَيْب.
أسلمَ وهو ابنُ تسع أو سَبعَ عَشَرَةَ سنةً، وقال: مَكَثْتُ سَبْعَ ليالٍ، وإني لثُلث الإسلامِ (٤). كان يقال له: فارِسُ الإسلامِ، وهو أوّلُ مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ في سَبِيلِ الله (٥)، وهو القائل (٦):
فما يَعْتَدُّ رامٍ مِن مَعَدٍّ … بسهمٍ يا رسولَ اللهِ قَبْلي
وكان مقدَّمَ الجُيوشِ في فَتْحِ العِراقِ، مجُابَ الدَّعْوَةِ، كَثيرَ المَنَاقِبِ، مِمَّن جَمَعَ له النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-[بين أبويه](٧)، هاجَرَ إلى المدينةِ قَبْلَ مَقْدَمِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، وشَهِدَ بَدْرًا، وافْتَتَحَ القادسيةَ، واخْتَطَّ الكوفةَ، وكان أميرًا عليها، وَجَعَلَهُ عُمَرُ أَحَدَ السِّتَّةِ أَهْلِ الشورى، وقالَ: إنْ أَصابت الخِلافَةُ سَعْدًا، وإلا فَلْيَسْتَعِنْ به الخليفةُ بَعْدي؛ فإنّي لم
(١) "الاستيعاب" ٢/ ١٨. (٢) بل هو سابعهم فيه. (٣) "الطبقات" ١/ ٤٥ (٧). (٤) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة، باب: مناقب سعد بن أبي وقاص الزهري (٣٧٢٧). (٥) أخرجه البخاري في الحديث السابق. (٦) البيتان في "سيرة ابن هشام" ١/ ٥٩٤، و"الاستيعاب" ٢/ ٢٠ مع بعض الاختلاف. (٧) أخرجه البخاري في الباب السابق، (٣٧٢٥).