حتى قال الطفاويُّ: قرأتُ عليه بالمدينةِ ستَّةَ أشهرٍ فلم أرَ من الصَّحابَةِ رَجُلًا أشدَّ تشميرًا ولا أقومَ على ضيفٍ منهُ.
وقال أبو عُثمان النَّهديُّ: تضيَّفتُهُ سبعًا، فكان هو وامرأتُهُ وخادمُهُ يعتقبونَ الليلَ ثلاثًا، يصلِّي هذا، ثم يوقظُ هذا هذا ويُصَلِّي، فقلت: يا أبا هُريرةَ كيف تصومُ؟ قال: أصومُ من أول الشَّهرِ ثلاثًا (١).
وترجمتهُ ومناقبهُ تحتملُ مُجلَّدًا، وكان قد دَعَا أن لا يدرِكَ سنةَ ستينَ، فتُوُفِّيَ فيها، أو قبلَها بسنَةٍ. قال الواقديُّ: سنةَ تسعٍ وخمسينَ عن ثمانٍ وسبعينَ سنةً، وكان قد صَلَّى على عائشةَ في رمضانَ من التي قبلَهَا، وقيل: سنةَ سبعٍ، أو ثمانٍ.
وقيل: صَلَّى عليهِ الوليدُ بنُ عُتبةَ بنِ أبي سُفيانَ بالمدينةِ بعد أن صلَّى بالنَّاسِ العصرَ، وفي القومِ ابنُ عمرَ، وأبو سعيدٍ الخُدريِّ، ثم كتبَ إلى مُعاويةَ بوفاتهِ، فكتبَ إلى الوليدِ: ادفع إلى ورثتهِ عَشَرةَ آلافِ درهمٍ، وأحسنْ جوارَهُم، فإنَّهُ كان ينصرُ عُثمانَ وكانَ معهُ في الدَّارِ (٣)، ولذا قيلَ: إن الذين تَوَلَّوا حملَ سريرهِ وَلَدُ عُثمانَ.