عَلَيَّ ويدعوا لي (١). وذكره المجدُ (٢) فقال: الجامعُ بين العِلمِ والعَمَلِ، والسَّيِّدُ الذي تمَّ في جميع الفضائِلِ وكَمَلَ، سادَ السَّادَةَ، وأرغَمَ أعداءَه وحُسَّادَه، وتوسَّدَ من المفاخرِ السَّنِيَّةِ أفخرَ وِسَادَةٍ، وساقَ إلى سُوقِ العِلمِ باجتهادٍ بَدَّل بالنَّفاقِ كَسَادَه، وإذا حَضَرَ غابَ الفضلُ ذلك تمر غابه آسادَه.
قَدِمَ المدينةَ الشَّريفةَ فأقام بِرِباطِ الأصبهانيِّ، فوجدَهُ من الخرابِ في مآتمٍ، فلاقاهُ من العمارةِ بالتَّهاني، صَلَحَ ببركتِهِ حالُهُ، واتَّخذَهُ خِيْشًا إلى أَنْ كَثُرَ فيهِ أشبالُهُ.
وكانَ من هِجِّيراه يُواظبُ عَلَى قراءةِ "صحيحِ البُّخاريِّ" في الرَّوضةِ الشَّريفةِ عَلَى طريقةٍ ظريفةٍ، لا يقصِدُ فِيهِ رِياءً ولا سُمعَةً، ويختِمُ الكتابَ مِن الجُمعةِ إلى الجُمعةِ، إلى أنْ صَارَ الكتابُ في سِطَةِ قلبِهِ، وعلى طَرَفِ لِسانِهِ، وخِدمةِ أَلْسُنِهِ والقيامِ بنشرِهِ أشرف آسانِهِ.