قالَ هُشيمٌ: ما رأيتُ مدنيًّا يشبِهُه ولا أكيسَ منه، وقالَ أبو نُعيمٍ الفَضلُ: كانَ كيِّسًا حافظًا، وقالَ يزيدُ بنُ هارونَ: سمعتُ أبا جَزءٍ نصرَ بنَ طريفٍ يقولُ: إنَّه أكذبُ مَنْ في السَّماءِ ومَنْ في الأرضِ. قالَ يزيدُ: فوضعَه اللهُ، ورفع أبا معشرٍ، وقالَ عَمروُ بنُ عليٍّ: كانَ يحيى بنُ سعيدٍ لا يُحدِّثُ عنه، ويُضعِّفُه، ويضحكُ إذا ذكرَه، وكانَ ابنُ مَهديٍّ يحدِّثُ عنه، ويقولُ: تَعرفُ وتُنكرُ، وعن أحمدَ (١): حديثُه عندي مضطربٌ، لا يقيمُ الإسنادَ، ولكنَّ أكثرَ حديثه اعتُبِرَ به؛ فإنَّه صدوقٌ. وكانَ بصيرًا بالمغازي. قالَ أبو حاتمٍ (٢): كنتُ أهابُ حديثَه حتَّى رأيتُ أحمدَ يحدِّثُ عن رجلٍ، عنه، فتوسَّعْتُ بعدُ فيه. قيل له: فهو ثقةٌ؟ قالَ: صالحٌ، ليِّنُ الحديثِ، محلُّه الصِّدقُ، وعن ابنِ مَعينٍ (٣): أميٌّ ليس بشيءٍ، وفي لفظٍ: ليس بقويٍّ في الحديثِ، ومرَّةً: ضعيفٌ يُكتبُ مِن حديثِه الرّقاقُ، أُمِّيٌّ يتَّقى من حديثه المسند (٤)، ومرَّةً: هو ريحٌ، وقالَ البخاريُّ (٥): مُنكرُ الحديثِ، وقالَ النَّسائيُّ (٦) وأبو داودَ: ضعيفٌ، وقالَ الترمذيُّ (٧): تكلَّمَ بعضُ أهلِ العلمِ فيه مِن قِبَلِ حِفظِه، وعن محمَّدِ بنِ بكَّارِ بنِ الرَّيَّانِ: إنَّه تغيَّرَ قبلَ موتِه تغيُّرًا شديدًا، حتَّى كانَ يخرجُ منه الرِّيحُ، ولا يشعرُ بها، وذكرَه ابنُ البرقيِّ فيمَنْ
(١) "العلل ومعرفة الرجال" ١/ ١٦١.(٢) "الجرح والتعديل" ٨/ ٤٩٣.(٣) "تاريخ ابن معين"، برواية الدوري ٢/ ٦٠٣.(٤) "تاريخ بغداد" ١٣/ ٤٦٠.(٥) "الضعفاء الصغير"، ص: ١١٩ (٣٨٠).(٦) "الضعفاء والمتروكون"، ص: ٢٤٢ (٥٩٠).(٧) سنن الترمذي، أبواب الصلاة، باب: ما جاء أنَّ ما بين المشرق والمغرب قبلة ٢/ ١٧٢ بعد حديث (٣٤٣).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute