ومناقبُهُ كثيرةٌ جدًّا. قالَ له النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يا معاذُ، والله إنِّي لأحبُّكَ"(٢).
وكانَ رجلًا طُوالًا، أبيضَ، حسنَ الثَّغر، عظيمَ العينينِ، مجموعَ الحاجبين، جَعدًا قططًا، مِن أحسنِ [النَّاسِ](٣) وجهًا، وأحسنِه (٤) خُلقًا، وأحسنِه كفًّا، فادّانَ دَينًا كثيرًا، بحيث تغيَّب من غرمائِه، ثمَّ طلبه النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ومعه غرماؤه، فقال (٥): "رحمَ اللهُ مَن تصدَّقَ عليه"، فأبرأه ناسٌ، وقالَ آخرون: خذ لنا حقَّنا منه فخلعَهُ من ماله، ودفعَه إلى الغُرماء، فاقتسموه، وبقيَ لهم عليه، فبعثَه إلى اليمنِ، وقالَ:"لعلَّ اللهَ يجبرُكَ"، فلم يزلْ بها
(١) يريد قوله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: ١٢٠]، والخبر في "حلية الأولياء" ١/ ٢٣٠. (٢) أخرجه أبو داود في الصلاة، باب: في الاستغفار (١٥١٧)، وهذا الحديث يسمى الحديث المسلسل بالمحبة. (٣) لحق بالحاشية، فوقها: "صح". (٤) كذا في الأصل، والأصوب: أحسنهم. (٥) أخرجه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٣/ ٥٨٧، والحاكم في "المستدرك" ٣/ ٢٧٤، وفي سنده الواقديُّ، وهو متروك.