فلم يزل هنالك مُلَجَّجًا في العِزِّ والمالِ، والقَبُولِ والإقبالِ، وسَعَةِ الحالِ، وفراغِ البالِ، والتَّصنيفِ والتَّأليفِ والاشتغالِ، ومع ذلك لا يُفارقُه الالتياعُ والحنينُ إلى مَن خلَّفهُم من البناتِ والبنينَ، حتى نيَّفَ على عشرٍ من السِّنينَ، فتوفِّي بِها في عامِ تسعٍ وأربعينَ، وحضرَ جنازتَه صناديدُ البَلَدِ أجمعينَ، ودُفِنَ بِمَقبَرةٍ مشهورةٍ تُدعى مقامَ الرِّجالِ الأربعينَ.
قلتُ: وقد سَمِعَ ومعه أخُوه الشمسُ أحمدُ بالبادرائيةِ من دِمشقَ في سنةِ عشرٍ وسبعِ مئةٍ على البرهانِ إبراهيمَ بنِ عبد الرحمنِ بنِ إبراهيمَ بنِ سِباعٍ الفزاريِّ الشافعي كُلًّا من تصنيفَيهِ "الإعلامِ بفضائلِ الشامِ"(١)، و"باعثِ النفوسِ على زيارةِ القُدسِ المحروسِ"(٢)، بقراءةِ أبيهمَا وأجازَ لهُم روايتهَما وسائرَ تصانيفهِ رحمه الله.
(١) "الإعلام بفضائل الشام" مختصر "فضائل الشام ودمشق" لابن أبي الهول المتوفى سنة ٤٤٤ هـ، مخطوط منه نسخة بالأزهرية، انظر: "كشف الظنون" ٢/ ١٢٧٥. (٢) مخطوط منه نسخة بالأزهرية، وانظر: "كشف الظنون" ١/ ٢١٨.