هكذا رأيتُ نسبَه بخطِّ أخيه (١)، ورأيتُه بخطِّه هو محمَّدُ بنُ أحمدَ بنِ محمَّدِ بنِ محمودِ بن إبراهيمَ بنِ رُوزبةَ. وُلدَ في ذي القعدةِ سنةَ سبعٍ وخمسين وسبعِ مئةٍ بالمدينةِ، وماتَ أبوه وهو صغيرٌ، فكفلَه عمُّه العزُّ عبدُ السَّلامِ، ونشأَ بها، فحفظَ "الحاوي"، وغيرَه، وسمعَ بها مِن جماعةٍ مِن أهلِها، والقادمينَ إليها، فسمعَ مِن العزِّ ابنِ جماعةَ غالبَ "السنن الصغرى" للنَّسائي، ومِن الجمالِ الأُميوطيِّ "جامع الترمذي"، ومن الجمالِ الخُجنديِّ الحنفيِّ، وابنِ صدِّيقٍ "صحيح البخاري"، وقرأ على أوَّلهما -كما سيأتي- "رسالةً" له، ومن أبي عبدِ الله محمَّدِ بنِ أحمدَ الشُّشتريِّ "الشفا"، ومن سعدِ الله الإسفراييني (٢)"سنن أبي دَاود"، و"ابن ماجه"، وكانَ سماعُه لأوَّلهِما في سنةِ تسعٍ وسبعين، ولثانيهما في سنةِ ثلاثٍ وثمانين، بسماعِه له على الزَّيتاوي.
ومِن أبي الحسنِ عليِّ ابنِ العزِّ يوسفَ بنِ الحسنِ الزَّرنديِّ القاضي المجلسَ الأخيرَ منه في سنةِ إحدى وسبعين، بسندِه الذي أثبتُّه في ترجمةِ المُسمِع، بل سمعَه عليه بتمامه.