في "الروضتين"(١) - محبًّا فيه يستصحبُه معه في غزواته وفتوحاته، حتَّى حضرَ معه أكثرَ فتوحاتِه، ويجلسُهُ على يمينِه، ويستوحشُ له إذا غابَ، ويستأنسُ بشيبتِهِ، ويعتقدُ بركةَ نسبِهِ الطَّاهرِ، ويُكرِمُهُ ويُتحفه بأجلِّ الكراماتِ.
قالَ: وما حضرَ معه حِصارَ بَلَدٍ أو حصنٍ إلا فتحه الله على المسلمين، فعظُمَ اعتقادُه فيه، وانفردَ بولايةِ المدينةِ بدونِ مشاركٍ، ولا منازعٍ خمسًا وعشرين سنة.
وبخطِّ بعضِ المكيين (٢) إنَّه قدمَ مكَّةَ في موسمِ سنةِ إحدى وسبعين وخمسِ مئةٍ مع الحاجِّ، فسلَّمها له أميرُها ثلاثةَ أيامٍ، ثمَّ سلَّمتْ بعدَ ذلك لداودَ بنِ عيسى بنِ فُليتةَ.
ولمَّا تُوفي صاحبُ التَّرجمةِ، استقرَّ عوضَه جمَّازٌ أكبرُ أولادِه، وهو جدُّ الجمامزةِ إلى أنْ ماتَ. وله ذِكْرٌ في حادثةٍ كانتْ سنةَ ثمانٍ وأربعين وخمسِ مئةٍ، سلفت في عمرَ بنِ الحسينِ النسويِّ (٣).