ألا يا لَقَومِي للسَّفاهَةِ والوَهْنِ (١) … وللعاجزِ الموهونِ والرَّأي ذي الأَفْنِ (٢)
ولابنِ سعيدٍ بينما هو قائمٌ … على قدميه خَرَّ للوجه والبَطْنِ
رأى الحصنَ منجاةً مِن الموتِ فالتجى … إليهِ فزارتْهُ المنيةُ في الحِصْنِ (٣)
فقَصَّ (٤) رؤياه على عبد الملك، فأمرَه بكتمِها حتَّى كانَ مِنْ قِبَلِهِ ما كانَ.
ومِن أخبارِه المحمودةِ: ما رواه عبدُ الملك بنُ عبيدٍ، عن أبيه قالَ: لمَّا حضرت سعيدَ بنَ العاصِ -يعني والدَهُ- الوفاةُ جمعَ بنيه، وقالَ: أيُّكم يكفُلُ دَيْني؟ فسكتوا، فقالَ ابنُه عمروٌ الأشدقُ -وكانَ عظيم الشِّدْقِ-: كم دَيْنُك يا أبتِ؟ قال: ثلاثونَ ألفَ دينار، قالَ: فيما استدنتَها؟ قال: في كريمٍ سددْتُ فاقتَهُ، وفي لئيمٍ فديتُ عرضي منه، قال: هي عليَّ يا أبتِ، قالَ: بناتي لا تزوجْهُنَّ إلا مِن الأكفاءِ ولو بعِلْقِ (٥) الخبزِ الشَّعير، قال: وأفعلُ يا أبتِ، فقالَ: إخواني إنْ فقدوا وجهي، فلا يفقدوا معروفي، فقالَ: أفعلُ أيضًا، قالَ سعيدٌ: أمَا واللّه، لئنْ قلتَ، لقد عرفتُ ذلكَ في حماليقِ (٦) وجهِكَ وأنتَ في مهدِكَ.
ومِن أخبارِه المذمومةِ: ما حكاه السُّهيليُّ (٧) - بعد قوله:
(١) الوهن: الضعف. "القاموس": وهن. (٢) الأفن: ضعف الرأي والعقل. "القاموس": أفن. (٣) الأبيات موجودة في المراجع السابقة، و"العقد الثمين" ٦/ ٣٩٣. (٤) بياض في الأصل. (٥) العِلق: الجراب. "القاموس": علق. (٦) الحماليق: جمع حِملاق العين، وهو باطن أجفانها. "القاموس": حملق. (٧) "الروض الأنف" ٤/ ١١٥.