منهم عَمروُ بنُ الجَموحِ، ولقد رأيتُهُ يَطَأُ بعَرجتِهِ في الجنَّةِ".
ودُفِنَ هو وعبدُ الله بنُ عمرِو بنِ حرامٍ والدُ جابرٍ، وكانا صِهْرينِ، في قبرٍ واحدٍ.
قالَ الواقديُّ (١): وكانَ زوجَ هندِ ابنةِ عمروٍ عمَّةِ جابرِ بنِ عبد الله.
ولابنِ مَندهْ مِن حديثِ أبي قتادةَ: إنَّ عمرًا أتى فقالَ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إنْ قاتلتُ في سبيلِ الله حتَّى أُقتلَ، أَمشي برِجلي هذه العرجاءِ في الجنَّةِ؟، قال: "نعم" قال: فقُتلَ يومَ أُحُدٍ.
وذكرَ مقاتلُ بنُ سليمانَ في "تفسيره" (٢)، أنَّه هو الذي سألَ عن النَّفقة، فنزلتْ {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ}(٣)، ووصفَه في هذه القصَّةِ بأنه كانَ شيخًا كبيرًا.
وحديثُه عند أحمدَ (٤) في الأوَّلِ مِن مسندِ المكيين، والمدنيين، مِن طريق أبي منصور، مولى الأنصار عنه، رفعه: "لا يحقُّ العبدُ حَقَّ صريحِ الإيمان حتَّى يحبَّ للّه ويبغضَ للّه"، ولأبي نعيمٍ في "المعرفة" (٥) من حديث حجَّاجٍ الصوَّافِ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: "مَن سَيِّدُكم .. " الحديثَ، وفيه: "بل سيِّدُكُم
(١) ذكره الواقدي فيمن استشهد بأحد من المسلمين، "المغازي" ١/ ٣٠٦. (٢) "تفسير مقاتل" ١/ ١١٢. (٣) سورة البقرة، آية: ٢١٥. (٤) "المسند" ٣/ ٤٣٠، وفي سنده رشدينُ بنُ سعدٍ، ضعيفٌ، كما في "تقريب التهذيب"، ص ٢٠٩ (١٩٤٢). (٥) "معرفة الصحابة" ٤/ ١٩٨٦ (٤٩٨٥).