قالَ ابنُ سعدٍ (١): ثقةٌ كثيرُ الحديث، ووثَّقه أيضًا أحمدُ (٢)، والعِجليُّ (٣)، والدَّارقطنيُّ؛ وقالَ: لم يلحَقْ أنسًا، ونحوُه قولُ التِّرمذيِّ (٤): لم يلقَهُ، وابنِ حِبَّانَ (٥)، وهو عندَه في أتباعِ التَّابعين، وقالَ: ماتَ سنةَ أربعين ومئةٍ، وقالَ ابنُ مَعينٍ (٦): صالحٌ، وابنُ حِبَّانَ (٧): ما بحديثِه بأسٌ، كانَ صدوقًا، والنَّسائيُّ: ليس به بأسٌ، وجازفَ ابنُ حزمٍ (٨) بضعفِه وشذَّ، بحيثُ قالَ الذَّهبيُّ (٩): ما علمتُ أحدًا ضعَّفه غيرَهُ.
قلتُ: والعُقيليُّ وإنْ ذكرَه في "الضعفاء"(١٠)، فلم يذكرْ شيئًا يدلُّ على وهنِه، إنَّما قالَ عن ابنِ عُيينةَ: جالستُهُ كم مِنْ مرَّةٍ، فلم أحفظْ عنه شيئًا، ولذا قالَ عبدُ الحقِّ: ضعَّفه بعضُ المتأخِّرين، ولم يقل العقيليُّ فيه شيئًا سوى قولِ ابنِ عيينةَ، وهذا تغفُّلٌ منهُ؛ إذ ظنَّ هذه العبارةَ تليينًا، لا والله.
(١) "الطبقات الكبرى" ١/ ٢٩٥. (٢) "العلل ومعرفة الرجال" ٢/ ٤٧٤. (٣) "معرفة الثقات" ٢/ ١٦٣. (٤) "سنن الترمذي" كتاب الصلاة، باب: ما جاء في فضل التكبيرة الأولى (٢٤١). (٥) "الثقات" ٧/ ٢٦٠. (٦) "تاريخ ابن معين"، "برواية الدارمي" ١٦٣. (٧) "الثقات" ٥/ ٢٤٤. (٨) "المحلى" ٥/ ٢١٣. (٩) "سير أعلام النبلاء" ٦/ ١٣٩، وقال الذَّهبيُّ: وأمَّا ابنُ حزم فضعَّفه، ولم يُصب. (١٠) "الضعفاء الكبير" ٣/ ٣١٥.