وكانَ مِن دَيدنِه في التَّجرُّدِ، وهِجِّيرِهِ في التوكُّلِ والتفرُّدِ: أنَّه إذا اشتاقَ إلى وطنه وأُذن له قصدَ حبسه (٥) وسكنه، أخذ عصاه ورِكْوَتَهُ (٦)، ودخلَ الباديةَ جاعلًا التوكُّلَ عُمدتَهُ وقدوتَهُ، ولا نظرَ ضعفَه وقُوَّتَهُ، وكانَ لا يعترضه أحدٌ من الأعرابِ، ولا يقابلونه إلا بالطَّعامِ والشرابِ، والإكرامِ والتِّرحابِ.