أخو مُعاذٍ الآتي، وقِيل في اسمِهِ: عبيدُ اللهِ. أرسلَ عنِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وروَى عن: أبيهِ، ورافعِ بنِ خَديجٍ، وأسماءَ ابنةِ عُمَيْسٍ، وعنه: بنوه: إبراهيمُ، وإسماعيلُ، وحُمَيْدةُ، ويُقال: عُبَيدةُ، وعَمْرةُ ابنةُ عبدِ الرَّحمنِ، وهيَ مِن أقرانِهِ، وعبدُ الواحدِ بنُ أَيمنَ، وعمروُ بنُ عامرٍ، وغيرُهم. ذكرهُ ابنُ حِبَّانَ في "الثقات"(٢)، وكذا قالَ العجليُّ (٣): تابعيٌّ ثقةٌ، وذَكرهُ ابنُ مَنْدهْ، وأبو نُعيمٍ في "الصحابة"(٤)، وقال: مُختلف فيه، وأشارَ إلى الخِلافِ في الرِّوايةِ، والصَّحيحُ أنَّهُ عبيدُ بنُ رِفاعةَ، عن أبِيهِ، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-. ولكن قالَ البَغويُّ (٥): إنَّهُ وُلد في عَهدِهِ -صلى الله عليه وسلم-، ويتأيَّدُ بما أخرجهُ الطَّحاويُّ (٦) من طريقِهِ قال: كنَّا في مجلسٍ فيهِ زيدُ بنُ ثابتٍ، فذكرَ مسألةَ الذي يجامِعُ ولا ينزلُ، فقامَ رجلٌ مِن المجلِسِ، فذَكر ذلكَ لعمرَ، فأرسلَ إلى زيدٍ … الحديثَ.
فَهذَا يدلُّ على أنَّهُ كانَ في زمنِ عمرَ ابنَ عشرِ سنينَ، أو نَحوِها حتَّى يحضُرَ مجلسَ زيدٍ ويضبطَ هذ القِصَّةَ. وقد ذَكرهُ مُسلمٌ (٧) في الطَّبقةِ الأولى من التَّابِعين،