بل وليَ عبدُ الجبَّارِ إِمرةَ المدينةِ مرَّةً بعد أخرى قبلَ قضائِها.
وكذا استعملَ المأمونُ على المدينةِ ومكَّةَ واليمنِ سليمانَ بنَ عبدِ الله بنِ سليمانَ بنِ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ، سنةَ أربعَ عشرةَ ومئتين، وحجَّ بالنَّاسِ (٣)، وكان يتداولُ العملَ عليها هو وابنُه محمَّدٌ، ثمَّ عزلَه المعتصمُ.
وفي سنةَ ثلاثين ومئتين، أيَّام الواثقِ باللهِ أبي جعفرٍ هارونَ بنِ المعتصمِ باللهِ محمَّدِ ابنِ الرَّشيدِ هارونَ كان حاكمَها محمَّدُ بنُ صَالحٍ، وكانت حادثةٌ (٤).
(١) محمَّد الأمينُ بنُ هارونَ الرَّشيدِ، الهاشميُّ، العبَّاسيُّ، أميرُ المؤمنين، كانت ولايتُه أربعَ سنين وسبعةَ أشهر وثمَّانية أيام، قتل سنة (١٩٨ هـ). " البداية والنهاية " ١٠/ ٢٤١. (٢) أي عبيد الله بن الحسن. "الكامل" ٥/ ١٩٦، ١٩٧. (٣) الصحيح أن ذلك كان سنة ٢١٧ هـ. "الكامل" ٥/ ٢٢١، " البداية والنهاية " ١٠/ ٧١٤. (٤) حادثةُ قتلى بني سليم، حيث كانت تفدُ حول المدينة بالشرِّ، فوجَّه إليهم أميرُها محمَّدُ بنُ صالحٍ حامدَ بن جرير الطبري فقاتلهم. "الكامل" ٦/ ٨١.