دخَلَ المدينةَ قَاصِدًا للزِّيارَةِ، فلمَّا وصلَ بابَ السَّلامِ، وقعَتْ عليهِ الهَيبةُ، فوقَفَ هنالِكَ مُبتَعِدًا، وسلَّمَ خاشعًا مُرْتَعِدًا (٢)، ورجعَ إلى مَنزلِهِ، فقِيلَ لهُ في ذَلكَ؟ فقالَ: لم أجدنِي [أهلًا] بالوصولِ إلَّا إلى هنالِكَ. وأمَّا الدُّخولُ فمَنْ أنا حتَّى أصلَ لِذلكَ؟ ثُمَّ [آثر](٣) الجِوَار، والإقامةَ بهذ الدِّيارِ، علَى قدمِ الافتقَارِ والاصطِبارِ.
(١) "المغانم المطابة" ٣/ ١٢٤٥. (٢) يقول الذهبي في "سير أعلام النبلاء" ٤/ ٤٨٤: فمَنْ وقفَ عندَ الحُجرةِ المقدَّسةَ ذليلًا مسلِّمًا، مُصلِّيًا على نبيِّه، فيا طوبى له، فقد أحسنَ الزِّيارةَ، وأجملَ في التَّذلُل والحبِّ، وقد أتى بعبادةِ زائدةٍ على مَن صلَّى عليه في أرضِه، أو في صلاته، إذِ الزَّائرُ له أجرُ الزِّيارةِ، وأجرُ الصَّلاةِ عليه، والمصلِّي عليه في سائر البلاد له أجرُ الصلاة فقط. (٣) سقط في الأصل، والمثبت من "المغانم" ٣/ ١٢٤٦.