أحدُ العشرةِ المبشَّرينَ بالجنَّةِ -رضي الله عنهم-، والثَّمانِيةِ السَّابقينَ إلى الإسلام، والسِّتَّةِ أصحابِ الشُّورى، وخامسُ مَن ذكرهُ مسلمٌ (٢) في المدنيين (٣)، وأحدُ من هاجر قبلَ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وفي اسمِهِ في الجاهليَّةِ خلافٌ، ومولدُهُ بعدَ [عامِ] الفِيلِ بعشرِ سنينَ.
ومناقِبهُ كثيرةٌ شهيرةٌ تحتَمِل كَراريسَ، وصلى النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- خلفَهُ ولم يتفق ذلك لغيره، وقالَ نِيارٌ الأسلميُّ، عن أبيه: إنَّهُ كان مِمَّن يُفتِي [في] عهدِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، رواهُ الواقديُّ، وذكر المرزبانيُّ أنَّهُ ممن حرَّم الخمرَ في الجاهليَّةِ.
قالَ شيخنا (٥): وفي "الصحيحِ" ما يردُّ ذلك (٦)، وكان على مَيمنةِ عمرَ -رضي الله عنه- في
(١) "طبقات خليفة بن خياط"، و "أسد الغابة" ٣/ ٤٨٠. (٢) "الطبقات" ١/ ١٤٥ (٤). (٣) صلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خلفه في غزوة تبوك، "مسند أحمد" ٤/ ٢٤٨، و "صحيح مسلم" ١/ ١٥٨. (٤) تحرَّفت في الأصل إلى: وآخرين. (٥) "تهذيب التهذيب" ٥/ ١٥٤. (٦) أخرج الحاكم في "المستدرك" ٤/ ١٥٨، وقال: صحيح الإسناد، وغيره عن عليٍّ قال: دعانا رجلٌ من الأنصار قبل أن تُحرَّمَ الخمر، فتقدَّم عبد الرحمن بن عوف، وصلى بهم المغرب، فقرأ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، فالتبس عليه فيها، فنزلت: {لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى}.