الزِّناد بيته، فشفَعَ فيه (١)، ولكن حكى العُقيليُّ (٢) أنَّ مالكًا لم يكن يرضاه، كأنَّه إكرامًا لربيعةَ، سيِّما وقد أنكرَ عليه تحديثَه بحديثِ (٣): "إنَّ اللّهَ خلقَ آدمَ على صورته"(٤).
وقالَ: إنَّه لم يزلْ عاملًا لنا حتَى ماتَ، وكانَ صاحبَ عمَّالٍ يتبعهم.
وقد خرَّجَ له الأئمةُ، ووثَّقه النَّسائيّ، والعِجليُّ (٥)، والسَّاجيُّ، وأبو جعفرٍ الطَّبريُّ، وابنُ حِبَّان (٦)، وقالَ: كانَ فقيهًا، صاحبَ كتابٍ، وقالَ ابنُ عَديٍّ (٧): أحاديثُه كلُّها مستقيمةٌ، وقالَ ابنُ أبي حاتمٍ (٨) عن أبيه: روى عن: أنسٍ مرسلًا، وعن ابنِ عمرَ، ولم يره، وذُكرَ في "التهذيب"(٩). ماتَ سنةَ إحدى وثلاثين ومئةٍ،
(١) انظر "سير أعلام النبلاء" ٥/ ٤٤٨. (٢) "الضعفاء الكبير" ٢/ ٢٥١. (٣) أخرجه البخاري في كتاب الاستئذان، باب: بدء السلام (٦٢٢٧)، ومسلم في كتاب البر والصلة والآباب، باب: النهي عن ضرب الوجه ٤/ ٢٠١٦ (١١٥). (٤) قال الذهبيُّ في "ميزان الاعتدال" ٢/ ٤٢٠: وأبو الزِّناد، فعمدةٌ في الدِّين. أمَّا معنى حديث الصورة، فنردُّ علمَه إلى الله ورسولِه، ونسكتُ كما سكت السَّلف، مع الجزمِ بأنَّ اللهَ ليس كمثله شيء. (٥) "معرفة الثقات" ٢/ ٧٦. (٦) "الثقات" ٧/ ٦. (٧) "الكامل" ٤/ ١٤٥٠. (٨) "الجرح والتعديل" ٥/ ٤٩. (٩) "تهذيب الكمال" ١٤/ ٣٧٦، و"تهذيب التهذيب" ٤/ ٢٨٧.