الحبشةِ، وأمُّه تميمة (١) ابنة حُرثانَ، مِن بني الحارثِ بنِ عَبدِ مَناةَ. وكانَ [رسولَ](٢) رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى (٣)، وأمرَه أنْ يُناديَ:"أيامُ [مِنى](٤) أيامُ أكلٍ وشُربٍ"(٥). وله حديثٌ عندَ النَّسائيِّ (٦)، وذُكِرَ في "التهذيب"(٧)، وأوَّلِ "الإصابة"(٨). روى عنه: أبو وائلٍ، وأبو سلمةَ بنُ عبدِ الرَّحمنِ، وسليمانُ بنُ يسارٍ، ولم يُدركاه. وكانتْ فيه دُعابةٌ، وقد أسرَه الرُّومُ زمنَ عمرَ، فأرادوه على الكفرِ، فأبى عليهم، فقالَ له مَلِكُهم: قبِّلْ رأسي حتَّى أُطلقَكَ. قال: لا. قالَ: قبّل رأسي وأُطلِقُكَ ومَن معكَ، ففعلَ فأطلقَه وثمانين أسيراً، فلمَّا قَدِمَ قال له عمرُ: حقٌّ على كلِّ مسلمٍ أن يُقبِّلَ رأسك، وأنا أبدأ، ثمَّ قام فقبَّل رأسَه. ماتَ بمصرَ في خلافةِ عثمانَ.
(١) في الأصل: كتابية، والتصويب من: "الطبقات الكبرى" ٤/ ١٨٩. (٢) ما بين المعكوفتين ليست في الأصل. (٣) أخرج ذلك البخاريُّ في كتاب الجهاد والسير، باب: دعوة اليهود والنصارى، وعلى ما يقاتلون (٣٩٣٩) من حديث ابن عباس. (٤) ما بين المعكوفتين ساقط من الأصل. (٥) أخرجه مالك في "الموطأ" ١/ ٣٧٦، وهو صحيح، وأخرجه أحمدُ من طريقٍ آخر في "المسند" ٢/ ٥٣٥، وفيه ضعف. (٦) "السنن الكبرى" في الحج، باب: النهي عن صوم أيام التشريق. (٧) "تهذيب الكمال" ١٤/ ٤١١، و"تهذيب التهذيب" ٤/ ٢٧٠. (٨) "الإصابة" ٢/ ٢٩٦.