وعن بعضهم أنَّه تلقَّنَ من الزُّهري العلمَ، وهو ابنُ تِسعين. ماتَ بعدَ الأربعين ومئة. ويقالُ: إنَّه عاشَ مئةَ سنةٍ، وإنَّما طلبَ العلمَ كهلًا.
قالَ فيه أحمدُ: بخٍ بخٍ (٢). وقالَ مصعبٌ الزُّبيريُّ: كانَ جامعًا بين الفقه والحديثِ والمروءة، وتبِعَه ابنُ حِبَّان فقالَ: كانَ مِن فقهاءِ أهلِ المدينةِ والجمَّاعين للحديث والفقه، من ذوي الهيئة والمروءة. روى عنه: أهلُ المدينة.
قلتُ: ودلَّ عمروُ بنُ دينارٍ سفيانَ بنَ عُيينةَ وغيرَه مِن أصحابِه المكيين على السَّماعِ مِن صالحٍ هذا حين قدِمَها عليهم، كما وقعت الإشارةُ لذلك في الحجِّ من "صحيح البخاري"(٣). هذا بعد لُقِيِّ عمروٍ لصالحٍ، وأخذهِ عنه، مع كونِ عمرو أقدمَ منه، فكانَ فيه دلالةٌ على استحبابِ الإعلامِ بمن يؤخذُ عنه، كما بيَّناه في علوم الحديث (٤).
(١) أي: اعوجاج. "القاموس": أود. (٢) كلمةٌ تقالُ عندَ الرِّضى والإعجابِ بالشيءِ. " القاموس المحيط ": بخخ. (٣) كتاب الحج، باب: لا يعين المحرم الحلال في قتل الصيد. (٤) " فتح المغيث "، آداب طالب الحديث ٣/ ٢٩٢، عند قول الحافظ العراقي: ............... واجتنبِ … كتمَ السماعِ فهو لؤمٌ واكتبِ