ذَكَرَه مسلمٌ (١) في الثالثةِ مِنْ تابِعِيِّ المَدَنِيّينَ، وقال: أَدْرَكَ مِنْ خِلافَةِ عُمَرَ ثَمانِي سِنينَ، انتهى. وُلِدَ في خِلافَةِ عُمَرَ لأربَعٍ مَضَيْنَ منها، وقيل: لاثْنَتَيْنِ، وَرَآه، وَسَمِعَ عُثْمانَ، وَعَلِيًّا، وَزَيْدَ بنَ ثابِتٍ، وَسَعْدَ بنَ أبي وَقّاصٍ، وَعائِشَةَ، وأبا موسى الأَشْعَرِيَّ، وأبا هريرةَ، وجُبَيْرَ بنَ مُطْعِمٍ، وَعبدَ الله بنَ زيدٍ المازِنِيَّ، وَأُمَّ سَلَمَةَ، وَطائِفَةً مِنَ الصَّحابةِ. وَكانَ مُلازِمًا لأبي هُرَيْرَةَ؛ لكوَبه زَوْجَ ابْنَتِهِ.
وعنه: الزُّهْرِيُّ، وَقَتادَةُ، وَعَمْروُ بنُ دِينارٍ، وَيَحْيىَ بنُ سَعيدٍ، وبُكَيرُ ابنُ الأَشَجِّ، وشَرِيكُ بنُ أبي نَمِرٍ، وَداودُ بنُ أبي هِنْدٍ، وآخرون.
قالَ قَتَادَةُ (٢) وغَيْرُ واحِدٍ: ما رَأَيْنَا أَعْلَمَ مِنْه. وَنَحْوُهُ قَوْلُ مَكْحولٍ: طُفْتُ الأَرْضَ كُلَّها في طَلَبِ العِلْمِ، فما لَقِيتُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْه. وكذا قالَ ابنُ المَدِينِيِّ: لا أَعْلَمُ في التّابِعِينَ أَوْسَعَ عِلْمًا مِنْه، وَهُوَ عِنْدِي أَجَلُّهُم.
وعن مالكٍ: بَلَغَنِي أنَّه قال: إنْ كُنْتُ لَأَسيرُ الأيَّامَ وَاللَّيالِيَ في طَلَبِ الحَدِيثِ الواحِدِ.
وقالَ ابنُ عُمَرَ: هو والله أَحَدُ المُفتيينَ (٣). بَلْ كان يُرْسِلُ إليه يَسْأله.
وقالَ القاسمُ بنُ محمَّدٍ: إنَّه سَيِّدُنا وعالِمُنا. وقالَ أحمدُ وغيرُه (٤): مَرَاسِيلُهُ صَحيحَةٌ. وقالَ غيرُه: إنَّه كان يَسْردُ الصَّوْمَ، ويقول: ما شيءٌ عِنْدِي أَخْوَفَ مِنَ
(١) "الطبقات" ١/ ٢٣٥ (٦٨٥).(٢) "الجرح والتعديل" ٤/ ٦٠.(٣) في المخطوطة: المقيمين، والتصحيح من "تهذيب الكمال".(٤) "جامع التحصيل" ١/ ٨٩.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute