وكان أَسْوَدَ مِنْ هامَتِهِ إلى مُقَدَّم رأسه، وسائرُ رأسهِ -مؤخرُه وعارِضُه ولِحْيَتُه- أبيضَ، فقيل له؟ فقال: مَرَّ بي النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- وأنا ألعبُ، فَمَسَحَ يَدَهُ على رَأْسي، وقال (٢): "باركَ اللهُ فيكَ ". فَمَوْضِعُ كَفِّهِ لا يَشيبُ أبدًا.
وكانَ عليه مِطْرفُ (٣) خَزٍّ، وجُبَّةُ خَزٍّ، وعِمامَةُ خَزٍّ. قال الزُّهريُّ: ما اتّخذ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- قاضيًا، ولا أبو بَكْرٍ، ولا عُمَرُ، حتى قال عُمَرُ للسَّائبِ: لو رَوَّحْتَ عنِّي بعضَ الأمرِ. حتى كان عثمانُ. وفي "ثقات ابنِ حِبَّانَ"(٤): إنَّه كان على السُّوق أيّامَ عُمَرَ،
=ثنية الوداع الشامية، تقع في الشمال الغربي من المسجد النبوي بنحو ميل أو يزيد قليلًا، بالقرب من مجمع وقف الداودية الآن. انظر: "المعالم الأثيرة" ص: ٨٠. (١) أخرجه البخاري في كتاب الوضوء، باب: استعمال فضل وضوء الناس (١٨٧)، ومسلم، باب إثبات خاتم النبوة ٤/ ١٨٢٣ (١١٠). (٢) أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ١/ ٢٤٩، ورجاله ثقات، كما في "مجمع الزوائد" ٩/ ٤٠٩. (٣) المِطْرَف: رداء مربع له أعلام. "لسان العرب ": طرف. (٤) "الثقات" ٣/ ١٧٢.