مثلُه، وهو المقامُ المحمود الذي وعدك أن يبعثَك فيه، أو مكَّة كما في الحديث الآتي في الباب [خ¦٤٧٧٣] إن شاء الله تعالى يوم فتحها، وكان ذلك المعادُ له شأنٌ عظيمٌ؛ لاستيلائه ﵊ عليها، وقهرِه لأهلها، وإظهارِه عزَّ الإسلام (١)، وسقط الباب وتاليه لغير أبي ذرٍّ (٢).
٤٧٧٣ - وبه قال:(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ) المروزيُّ المجاور بمكَّةَ قال: (أَخْبَرَنَا يَعْلَى) بفتح التحتيَّة واللَّام بينهما عينٌ مهملة ساكنة، ابنُ عُبيدٍ الطنافسيُّ قال:(حَدَّثَنَا سُفْيَانُ) بنُ دِينارٍ (العُصْفُرِيُّ) بضمِّ العين وسكون الصاد المهملتين وضمِّ الفاء وكسر الراء، الكوفيُّ التمَّارُ (عَنْ عِكْرِمَةَ) مولى ابنِ عبَّاسٍ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ)﵄ أنَّه قال في قوله تعالى: (﴿لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾ [القصص: ٨٥] إِلَى (٣) مَكَّةَ) ولغير الأصيلي: «قال: إلى مكة»، وعن الحسن: إلى يوم القيامة، وقيل: إلى الجنَّة، وعند ابن أبي حاتم عن الضَّحَّاك: لمَّا خرج النبي ﷺ -يعني: في الهجرة- فبلغ الجُحفة اشتاق إلى مكَّة، فأنزل الله عليه: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ﴾ [القصص: ٨٥] إلى مكَّة، قال الحافظ ابنُ كثير: وهذا من كلام الضَّحَّاك يقتضي أنَّ هذه الآية مدنيَّة، وإن كان مجموع السورة مكِّيًّا (٤)، والله أعلم.
(((٢٩))) (العَنْكَبُوتُ) مكِّيَّةٌ، وهي تسعٌ وستونَ آيةً، ولأبي ذرٍّ:«سورةُ العنكبوتِ بسم الله الرحمن الرحيم».
(قَالَ) ولأبي ذرٍّ: «وقال»(مُجَاهِدٌ) فيما وصله ابنُ أبي حاتم في قوله: (﴿مُسْتَبْصِرِينَ﴾) من
(١) زيد في (د) و (م): «وزاد الأصيلي الآية». (٢) في (ص): «لغيره ولأبي ذر». (٣) في (د) و (ص): «أي». (٤) في (ص): «مدنيًّا».