(فَخَرَجَ)﵊ من القُبَّة (وَهْوَ يَقُولُ: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ [القمر: ٤٥]) قال الزَّجَّاج: يعني: الأَدْبار؛ لأنَّ اسم الواحدِ يدلُّ على الجمعِ، أي: سيفرَّق شملُهم ويغلبون؛ يعني: يوم بدرٍ، وفي هذا عَلَم من أعلامِ النُّبوَّة؛ لأن هذه الآية نزلتْ بمكة وأخبرهم أنَّهم سيهزمون في الحربِ، فكان كما قال، وعند ابنِ أبي حَاتم عن عكرمةَ ﵁:«لَمَّا نزلت: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ [القمر: ٤٥] قال عمرُ ﵁: أيُّ جمعٍ يُهْزم؟ أيُّ جمعٍ يغلبُ؟ قال عمرُ: فلمَّا كان يومَ بدرٍ رأيتُ رسول الله ﷺ يَثِبُ في الدِّرْع وهو يقول: ﴿سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ﴾ فعرفتُ تأويلها يومئذٍ».
ورواه عبدُ الرَّزاق عن مَعمر عن قتادةَ: أنَّ عمرَ رضي الله تعالى عنه قال … فذكرهُ.
تنبيهٌ: لم يحضر ابنُ عبَّاس ﵄ هذه القصَّة، فحديثُه هذا (١) مرسلٌ، قال في «الفتح»: ولعلَّه أخذَهُ عن عمرَ، أو عن أبي بكرٍ رضي الله تعالى عنهما، وفي مسلمٍ من طريق أبي زُمَيْل -بالزاي مصغَّرًا، واسمه: سماكُ بن الوليد- عن ابنِ عبَّاس ﵄ قال: حدَّثني عمرُ ﵁ … فذكرهُ بنحوه (٢).
وقد أخرجهُ المؤلِّف أيضًا في «التَّفسير»[خ¦٤٨٧٥]، وكذا النَّسائيُّ.
(٥) هذا (بابٌ) بالتنوين من غير ترجمةٍ.
٣٩٥٤ - وبه قال:(حَدَّثَنِي) بالإفراد (إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى) الفرَّاء الصَّغير قال: (أَخْبَرَنَا هِشَامٌ) هو ابنُ يوسف (أَنَّ ابْنَ جُرَيْجٍ) عبد الملك بن عبد العزيز (أَخْبَرَهُمْ قَالَ: أَخْبَرَنِي) بالإفراد (عَبْدُ الكَرِيمِ) بن مالك أبو أميَّة الجَزَري (أَنَّهُ سَمِعَ مِقْسَمًا) بكسر الميم وسكون القاف وفتح السين المهملة، أبا القاسم (مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الحَارِثِ) بنِ نوفلٍ الهاشميِّ، ويقال له: مولى