الحَسَنَ) البصريَّ (قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ﵁ قَالَ: خَرَجَ النَّبِيُّ ﷺ فِي بَعْضِ مَخَارِجِهِ) أي: في بعض أسفاره (وَمَعَهُ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ) الواو للحال (فَانْطَلَقُوا يَسِيرُونَ، فَحَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَلَمْ يَجِدُوا مَاءً يَتَوَضَّؤُونَ) به و «ماء» بالهمزة، ولم يضبطه اليونينيُّ لوضوحه (فَانْطَلَقَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَجَاءَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ يَسِيرٍ) الرجلُ هو أنسٌ كما في «مسند الحارث بن أبي أسامة» من طريق شريك بن أبي نَمِر عن أنس بلفظ: «قال لي رسول الله ﷺ: انطلق إلى بيت أمِّ سلمة، قال: فأتيته بقدَحِ ماءٍ إمَّا ثلثه وإمَّا نصفه» (فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ ﷺ فَتَوَضَّأَ) منه، زاد في «مسند الحارث»: «وفضلت فضْلةٌ وكثُر (١) الناس، فقالوا: لم نقدر (٢) على الماء» (ثُمَّ مَدَّ) ﷺ (أَصَابِعَهُ الأَرْبَعَ) ولأبي الوقت: «الأربعة» (عَلَى القَدَحِ، ثُمَّ قَالَ) لهم: (قُومُوا فَتَوَضَّؤُوا) ولأبي ذرٍّ: «توضؤوا» بغير فاء (فَتَوَضَّأَ القَوْمُ حَتَّى بَلَغُوا فِيمَا يُرِيدُونَ مِنَ الوَضُوءِ) بضمِّ الياء وكسر الراء (وَكَانُوا سَبْعِينَ أَو نَحْوَهُ).
وهذا الحديث من أفراده.
٣٥٧٥ - وبه قال: (حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُنِيرٍ) بضمِّ الميم وكسر النون وسكون التحتيَّة بعدَها راء، أنَّه (سَمِعَ يَزِيدَ) بنَ هارونَ بنِ زاذانَ الواسطيَّ يقول: (أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ) الطويلُ (عَنْ أَنَسٍ ﵁) أنَّه (قَالَ: حَضَرَتِ الصَّلَاةُ، فَقَامَ مَنْ كَانَ قَرِيبَ الدَّارِ مِنَ المَسْجِدِ) النبويِّ (يَتَوَضَّأُ) ولأبي ذرٍّ: «فتوضَّأ» (وَبَقِيَ قَوْمٌ) لم يتوضَّؤوا (فَأُتِيَ النَّبِيُّ ﷺ بِمِخْضَبٍ) بميم مكسورة فخاء ساكنة فضاد مفتوحة معجمتين فموحَّدة، إناءٍ (مِنْ حِجَارَةٍ) تغسل فيه الثياب، ويُسمَّى الإجانة والمِرْكَن (فِيهِ مَاءٌ، فَوَضَعَ) ﵊ (كَفَّهُ) بالإفراد (فَصَغُرَ المِخْضَبُ أَنْ يَبْسُطَ فِيهِ كَفَّهُ، فَضَمَّ
(١) في (م): «أكثر».(٢) في (م): «تقدر».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute