المهملة وبعدَ اللَّام المكسورة جيمٌ فتحتيَّة مشدَّدة، واسمُه: مُجَزِّز، بميم مضمومة فجيم مفتوحة (١) فزاي مكسورة مشدَّدة فزاي أُخرى (لِزَيْدٍ وَأُسَامَةَ) ابنِه وكانوا يَقْدحون في نسبِ أسامةَ؛ لكونه أسودَ وزيدٍ أبيضَ، فقال مُجَزِّز المُدْلِجيُّ حين رآهما نائمينِ تحت قطيفةٍ (وَرَأَى أَقْدَامَهُمَا) قد بدتْ مِن تحت القطيفةِ: (إِنَّ بَعْضَ هَذِهِ الأَقْدَامِ مِنْ بَعْضٍ) فقضى بلحَاقِ نسبِه، وكانوا يعتمدونَ قولَ القائِفِ، ففرح ﷺ لأنَّ في ذلك زَجْرًا لهم عنِ القَدْح في الأنساب.
واستُدِلَّ بذلك على العمل بالقِيافة حيث يَشتبه إلحاقُ الولد بأحد الواطئين في طُهْرٍ واحدٍ، لأنَّ النبيَّ ﷺ سُرَّ بذلك، قال إمامُنا الشافعيُّ ﵀: ولا يُسَرُّ بباطلٍ، وخالف أبو حنيفةَ وأصحابُه، والمشهورُ عن مالكٍ إثباتُه في الإماءِ، ونفيُه في الحرائر، واحتجَّ أبو حنيفةَ بقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ [الإسراء: ٣٦] وليس في حديثِ المُدْلجيِّ دليلٌ على الحكم بقول القافةِ، لأنَّ أسامةَ كان نسبه (٢) ثابتًا قبل ذلك، وإنَّما تعجَّبَ النبيُّ ﷺ مِن إصابةِ المُدْلجيِّ.
وهذا الحديث أخرجه مسلمٌ أيضًا، والغرضُ منه هنا قوله:«تبرُقُ أساريرُ وجهه».