ثمَّ أُنزل بعد ذلك في عشرين سنة … الحديث. وظاهرُ حديث البابِ أنَّه نزل كلُّه بمكة والمدينة خاصَّة، وهو كذلك. نعم نزلَ في غيرهما (١) حيثُ كان ﷺ في سفرِ حجٍّ أو عمرةٍ أو غزاةٍ، ولكن الاصطلاح أنَّ كلَّ ما نزل قبل الهجرةِ فمكِّيٌّ، وما (٢) بعدَها فمدنيٌّ.
قال في «الفتح»: ولم أقفْ في شيءٍ من الرِّوايات على بيان هذا الخبرِ في أيِّ قصَّة، ويحتملُ أن يكون في قصَّة بني قُرَيظة، ففي «دلائل» البيهقي و «الغيلانيات» من رواية عبد الرَّحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: أنَّها رأتِ النَّبيَّ ﷺ يكلِّم رجلًا وهو راكبٌ، فلمَّا دخلَ قلت: من هذا الرَّجل الذي كنتَ تكلِّمه؟ قال:«بمن تشبِّهيه؟» قلتُ (٤): بدِحْية بن خليفةَ، قال:«ذاكَ جبريلُ أَمَرني أن أَمْضي إلى بَني قُرَيظة». انتهى.
وتعقَّبه العينيُّ بأنَّ الرَّائية في حديث البابِ أمُّ سلمة وهنا عائشة، وباختلاف الرُّواة.
(١) في (د): «ثم نزل في غيرها». (٢) في (م): «وما نزل». (٣) في (د) زيادة: «أي سليمان». (٤) في (ب): «قالت».