وكسر المُثلَّثة وفتحها في الفرع وأصله أي: منتصبًا قائمًا، قال السَّفاقسيُّ: كذا وقع رباعيًّا، والذي ذكره أهل اللُّغة: مَثُل الرَّجل -بفتح الميم وضمِّ المُثلَّثة- مثولًا؛ إذا انتصب قائمًا ثلاثيًّا. انتهى (١). قال العينيُّ: كان غرضه الإنكار على الذي وقع هنا وليس بمُوجَّهٍ؛ لأنَّ «مُمْثِلًا» معناه: مكلِّفًا نفسه ذلك؛ وطالبًا ذلك فلذلك عُدِّي فعله، وأمَّا «مَثُل» الثَّلاثيُّ؛ فهو لازمٌ غير متعدٍّ، وفي حاشية الفرع وأصله:«مُمَثَّلًا»، بضمِّ الميم الأولى وفتح الثَّانية وتشديد المُثلَّثة مفتوحةً، أي: مكلِّفًا نفسه ذلك وطالبًا ذلك منها، وفي «النِّكاح»[خ¦٥١٨٠] «فقام (٢) مُمْتَنًّا» بمُثنَّاةٍ فوقيَّةٍ بعد الميم الثَّانية السَّاكنة ثمَّ نونٍ مُشدَّدةٍ، أي: قام قيامًا طويلًا، أو هو من الامتنان؛ لأنَّ من قام له ﵊؛ فقد امتنَّ عليه بشيءٍ لا أعظم منه، فكأنَّه قال: يمتنُّ عليهم بمحبَّته، ويؤيِّده قوله بعد (فقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتُمْ مِنْ أَحَبِّ النَّاسِ إِلَيَّ -قَالَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ-) وتقديم لفظ «اللَّهمَّ» للتَّبرُّك، أو للاستشهاد بالله في صدقه.
وهذا الحديث أخرجه أيضًا في «النِّكاح»[خ¦٥١٨٠].
٣٧٨٦ - وبه قال:(حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ كَثِيرٍ) الدَّورقيُّ البغداديُّ الحافظ قال: (حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ) بمُوحَّدةٍ مفتوحةٍ فهاءٍ ساكنةٍ فمُعجَمةٍ، الإمام الحجَّة قال:(حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (قَالَ:
(١) «انتهى»: مثبتٌ من (س). (٢) «فقام»: ليس في (ص) و (م).