وقولهُ:«بعدَ يومِ بدرٍ»، بنصب دال «بعدَ» وجرِّ ميم «يوم» بإضافة يومٍ إلى بعد (١)، كذا في الفرع وغيره. وقال الكِرْمانيُّ: وفي بعضِها: «بعدُ» بالضَّم، أي: بعد أحدٍ، و «يومَ» نصب على الظَّرفيَّة، وعزا هذه (٢) في «المصابيح» لرواية الجمهور. وقال المهلَّبُ: وهذه الرُّؤيا فيها نوعان من التَّأويل فيها الرُّؤيا على حسبِ ما رُئيتْ وهو قولهُ: «أهاجرُ إلى أرضٍ بها نخلٌ»(٣)، وكذا هاجر، فجرى (٤) على ما رأى، وفيها ضربُ المثل؛ لأنَّه رأى بقرًا تُنْحر فكانت البقر أصحابه، فعبَّر ﵊ عن حالة الحرب بالبقر من أجلِ مالها من السِّلاح لشبهِ (٥) القرنين بالرُّمحين؛ لأنَّ طبعَ البقرِ المناطحة والدَّفع عن أنفسِها بقرونها، كما يفعلُه رجالُ الحرب، وشبَّه ﵇ النَّحر بالقتلِ. انتهى.
وقال ابنُ أبي طالبٍ (٦) العابر: إذا دخلتِ البقرُ المدينة سِمَانًا فهي سنين رخاءٍ، وإن كانت عِجَافًا كانت شِدَادًا.
(٤٠)(باب) رؤية (النَّفْخِ فِي المَنَامِ).
٧٠٣٦ - ٧٠٣٧ - وبه قال:(حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ:«حَدَّثنا»(إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الحَنْظَلِيُّ) المعروف بابن رَاهُوْيَه قال: (حَدَّثَنَا) ولأبي ذرٍّ: «أَخْبرنا»(عَبْدُ الرَّزَّاقِ) بن همَّام بن نافعٍ الحميريُّ
(١) في (ب) و (س): «بالإضافة». (٢) في (ع): «عزاها». (٣) في (د): «أرض نخل». (٤) في (ص) و (د): «فخرج». (٥) في (د): «فشبه». (٦) في (ع): «ابن بطال».