وعند الطَّبريِّ (١): عن عبد الله بن عمرٍو: أنَّ المراد بالسَّماء هنا: السَّابعة. (﴿وَأَذِنَتْ﴾) يشير إلى قوله تعالى: ﴿إِذَا السَّمَاء انشَقَّتْ. وَأَذِنَتْ … ﴾ [الانشقاق: ١ - ٢]. قال ابن عبَّاسٍ من طريق الضَّحَّاك: أي: (سَمِعَتْ وَ) من طريق سعيد بن جُبيرٍ عنه: (أَطَاعَتْ) رواهما ابن أبي حاتمٍ (﴿وَأَلْقَتْ﴾ [الانشقاق: ٤]) أي: (أَخْرَجَتْ مَا فِيهَا مِنَ المَوْتَى ﴿وَتَخَلَّتْ﴾ عَنْهُمْ) قاله مجاهدٌ وغيره (﴿طَحَاهَا﴾ [الشمس: ٦]) قال مجاهدٌ فيما أخرجه عبد بن حُمَيدٍ: (دَحَاهَا) أي: بسطها (السَّاهِرَةُ) ولأبي ذرٍّ: «﴿بِالسَّاهِرَةِ﴾ [النازعات: ١٤]» قال عكرمة فيما أخرجه ابن أبي حاتمٍ: (وَجْهُ الأَرْضِ) وقال مجاهدٌ: كانوا بأسفلها فأُخرِجوا إلى أعلاها. وقال ابن عبَّاسٍ: الأرض كلُّها (كَانَ فِيهَا الحَيَوَانُ نَوْمُهُمْ وَسَهَرُهُمْ) وقيل: المراد: أرض القيامة، وعن سهلٍ بن سعد السَّاعديِّ: أرضٌ بيضاء عفراء. وقال الرَّبيع بن أنسٍ: ﴿فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ﴾ يقول الله تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ (٢)﴾ [إبراهيم: ٤٨]. فهي لا تُعَدُّ من هذه الأرض، وهي أرضٌ لم يُعمَل عليها خطيئةٌ، ولم يُهرَق عليها دمٌ.
٣١٩٥ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ) المدينيُّ قال: (أَخْبَرَنَا) ولابن عساكر: «حدَّثنا»(ابْنُ عُلَيَّةَ) بضمِّ العين المهملة وفتح اللَّام وتشديد التَّحتيَّة، اسم أمِّ (٣) إسماعيل بن إبراهيم (عَنْ عَلِيِّ بْنِ المُبَارَكِ) الهُنَائيِّ -بضمِّ الهاء وتخفيف النُّون ممدودًا- أنَّه قال:(حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ) بالمُثلَّثة، الطَّائيُّ مولاهم (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الحَارِثِ) بن خالدٍ التَّيميِّ المدنيِّ (عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ) بن عوفٍ، واسمه: عبد الله أو إسماعيل (وَكَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُنَاسٍ) بهمزةٍ مضمومةٍ، ولابن عساكر:«وبين ناسٍ» بحذفها، ولم يقف الحافظ ابن
(١) في (م): «الطَّبرانيِّ» والمثبت موافقٌ لما في «الفتح» (٦/ ٣٣٩). (٢) (﴿غَيْرَ الأَرْضِ﴾): ليس في (ص) و (م). (٣) في (ص): «التَّحتيَّة هو».