قال في «شرحِ المُشكاة»: «لربِّنا» يجوزُ أن يتعلَّق بقولِه: «عابِدُون» لأنَّ عمل اسم الفاعل ضعيفٌ فيتقوَّى (٢) بهِ، أو بـ «حامدُون» ليُفيد التَّخصيص، أي: نحمَدُ ربَّنا لا نحمدُ غيرَه، وهذا أولى؛ لأنَّه كالخَاتمة للدُّعاء، ومثلُه في التَّعليق قوله تعالى: ﴿لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: ٢] يجوز أن يقف على ﴿لَا رَيْبَ﴾ فيكُون ﴿فِيهِ هُدًى﴾ مبتدأ وخبر، فيقدَّر خبر: ﴿لَا رَيْبَ﴾ مثله، ويَجوز أن يتعلَّق بـ ﴿لَا رَيْبَ﴾ ويقدَّر مبتدأ لـ ﴿هُدًى﴾. انتهى.
وفي مَجْموعي في «فنونِ القراءات»(٣) مزيدٌ على ما ذُكر في الآية.
(صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ) فيمَا وعدَ بهِ من إظهارِ دينه (وَنَصَرَ عَبْدَهُ) محمَّدًا القائم بحقوقِ العبوديَّةِ ﷺ وشرَّف وكرَّم (وَهَزَمَ الأَحْزَابَ) الذين تجمَّعوا يومَ الخَنْدق (وَحْدَهُ) نفيُ السَّبب فناءً في
(١) في (م): «إمام المغازي». (٢) في (م): «فيقوى». (٣) في (س): «القرآن».