السَّبيعِيِّ (أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا) قال الحافظ ابن حجرٍ: لم أعرف اسمه (سَأَلَ الأَسْوَدَ) بنَ يزيدٍ: (﴿فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾) بالدال المهملة (أَوْ «مُذَّكِرٍ») بالمعجمة؟ (فَقَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ) بن مسعودٍ (يَقْرَأَهَا) ولأبي ذرٍّ: «يقرؤهَا» بالواو بعد الراء (١) بدل الألف (﴿فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾) زاد أبو ذرٍّ عن الكُشمِيهنيِّ: «دَالًا» يعني: مهملة (قَالَ) ابن مسعودٍ: (وَسَمِعْتُ النَّبيَّ ﷺ يَقْرَأهَا) بألف صورة الهمزة، أو واو، كما مرَّ (﴿فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ دَالًا) مهملة.
(٣) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، أي: في قولهِ تعالى: (﴿فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ﴾) بكسر الظاء المشالة المعجمة، قراءة الجمهور، اسم فاعل، قال ابنُ عبَّاسٍ: المُحتَظر: هو الرَّجل يجعلُ لغنمهِ حظيرةً بالشَّوكِ والشَّجرِ، فما سقطَ من ذلك وداستهُ الغنمُ فهو الهشيمُ. وقرأ الحسن بفتحها، فقيل: هو مصدرٌ، أي: كهشِيم الاحتِظَارِ، وقيل: اسم مكانٍ.
(﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ﴾) يسَّرنا تلاوتهُ على الألسُنِ، وعن ابنِ عبَّاسٍ: لولا أنَّ الله يسَّره على لسانِ الآدميِّينِ ما استطاع أحدٌ أن يتكلَّم بكلام الله ﷿(﴿فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ [القمر: ٣١ - ٣٢]) سقطَ لأبي ذرٍّ «﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا﴾ … » إلى آخره، وقال بعد قوله: ﴿الْمُحْتَظِرِ﴾: «الآية» وسقطَ لغيره لفظ «باب».
(٤) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، أي: في قولهِ تعالى: (﴿وَلَقَدْ صَبَّحَهُم بُكْرَةً﴾) بالصَّرف؛ لأنَّه نكرةٌ، ولو قُصد به وقتٌ بعينهِ امتنع للتَّأنيث والتَّعريف (﴿عَذَابٌ مُّسْتَقِرٌّ﴾) دائمٌ متَّصلٌ بعذاب الآخرةِ (﴿فَذُوقُوا عَذَابِي وَنُذُرِ﴾ [القمر: ٣٨ - ٣٩]) يريد العذابَ الَّذي نزلَ بهم من طمسِ الأعينِ، غير العذابِ الَّذي أهلكُوا به؛ فلذلك (٤) حسن التَّكرير، زاد أبو ذرٍّ:«إلى قولهِ: ﴿فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾».
٤٨٧٣ - وبه قال:(حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ) غير منسوبٍ، قال في «الفتح»: هو: ابنُ المثنَّى، أو ابنُ بشَّارٍ -بالمعجمة- أو ابنُ الوليدِ قال:(حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ) هو: محمد (٥) بنُ جعفرٍ قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بنُ الحجَّاجِ (عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ) السَّبيعيِّ (عَنِ الأَسْوَدِ) هو: ابنُ يزيد (عَنْ عَبْدِ اللهِ) بنِ مسعودٍ (عَنِ النَّبيِّ ﷺ أنَّهُ قَرَأَ: ﴿فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾) بالدال المهملة، وسقط «أنَّه» لغير أبي ذرٍّ.
(٤ م) هذا (بابٌ) بالتَّنوين في قولهِ تعالى: (﴿وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ﴾) أشبَاهكُم ونُظَراءكم (٦) في الكُفرِ من الأمم السَّالِفة (٧)(﴿فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ﴾ [القمر: ٥١]) من يتذكَّر ويعلم أن ذلك حقٌّ فيخاف ويعتبر؟ وسقطَ لفظ «باب» لغير أبي ذرٍّ.
(١) قوله: «بعد الراء»: ضرب عليها في (م)، وليست في (د). (٢) في (د) زيادة: «قال». (٣) في (م): «رسول الله». (٤) في (د): «ولذلك». (٥) في (د): «ابن محمد». (٦) في (د): «ونظائركم». (٧) في (د): «السابقة».