(خَيْرٌ) رفعٌ مبتدأٌ وخبرٌ، وفيه حذف، أي: وصنع الله بالمقتولين خيرٌ لهم مِن مقامهم في الدنيا، وفي نسخة:«واللهِ» بالجرِّ على القَسَم لتحقيق الرؤيا، ومعنى «خيرٌ» بعد ذلك: على التفاؤل في (١) تأويل الرؤيا، كذا قاله (٢) في «المصابيح»(فَإِذَا هُمُ) أي: البقر (المُؤْمِنُونَ) الذين قُتلوا (يَوْمَ أُحُدٍ) وفي «مغازي أبي الأسود» عن عروة: بقرًا يُذبح (٣)، وبهذه الزيادة يتمُّ التأويل؛ إذ ذَبْحُ البقر هو قتلُ الصحابة بأُحدٍ، وفي حديث ابن عبَّاس عند أبي يَعلى: فأوَّلتُ البقر الذي رأيت بَقْرًا يكون فينا، قال: فكان ذلك مَن أُصيب مِن المسلمين، وقوله:«بَقْرًا» بفتح الموحَّدة وسكون القاف، مصدر بقره يبقره بقرًا، وهو شقُّ البطن، وهذا أحدُ وُجوه التعبير، وهو أن يُشتَقَّ مِن الأمر معنًى يُناسبه، والأَولى أن يكون قولُه:«والله خير» مِن جملة الرؤيا، وأنَّها (٤) كلمةٌ سمعها عند رؤيا البقر، بدليل تأويله لها بقوله ﷺ:(وَإِذَا الخَيْرُ مَا جَاءَ اللهُ مِنَ الخَيْرِ) ولأبي ذرٍّ: «ما جاء الله به من الخير»(وَثَوَابِ الصِّدْقِ الَّذِي آتَانَا اللهُ) بالمدِّ، أعطانا الله ﷿(بَعْدَ يَوْمِ بَدْرٍ) بنصبِ دال «بعد» وجرِّ ميم «يوم» أي: من فتح خيبر ثم مكَّة، قال في «الفتح»: ووقع في روايةٍ: «بعدُ» بالضمِّ، أي: بعد أحد، ونصب «يوم»(٥) أي: ما جاءنا الله به بعد بدر الثانية مِن تثبيت قلوب المؤمنين.
وهذا الحديث أخرجه مقطَّعًا في «المغازي»[خ¦٣٩٨٧][خ¦٤٠٨١] و «التعبير»[خ¦٧٠٣٥][خ¦٧٠٤١]، ومسلمٌ في «الرؤيا»، وكذا النَّسائيُّ وابن ماجه.
(١) في (ب): «من». (٢) في (د): «قال». (٣) في (ب) و (د): «تذبح». (٤) في (ص) و (م): «فإنها». (٥) في (د) و (ب): «ويوم بالنصب».