(٢٥)(بابُ الصَّلَاةِ فِي الخِفَافِ) بالخاء المعجمة (١)، أي: بها.
٣٨٧ - وبه قال:(حَدَّثَنَا آدَمُ) بن أبي إياسٍ (قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنِ الأَعْمَشِ) سليمان (قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ) النَّخعيَّ (يُحَدِّثُ عَنْ هَمَّامِ بْنِ الحَارِثِ) بفتح الهاء وتشديد الميم، والحارث (٢)، بالمُثلَّثة (قَالَ: رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ) بفتح الجيم، البجليَّ الصَّحابيَّ (بَالَ ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى) أي: في خفَّيه (فَسُئِلَ) بضمِّ السِّين مبنيًّا للمفعول، أي: سُئِل جريرٌ عن المسح على الخفَّين والصَّلاة فيهما، والسَّائل له عن ذلك (٣) هَمَّامٌ كما في «الطَّبرانيِّ»(فَقَالَ) أي: جريرٌ: (رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ صَنَعَ مِثْلَ هَذَا) أي: من المسح والصَّلاة فيهما.
(قَالَ إِبْرَاهِيمُ) النَّخعيُّ: (فَكَانَ) حديث جريرٍ (يُعْجِبُهُمْ) أي: القوم، وفي طريق عيسى (٤) ابن يونس: فكان أصحاب عبد الله، أي: ابن مسعودٍ يعجبهم (٥)(لأَنَّ جَرِيرًا كَانَ مِنْ آخِرِ) ولابن عساكر: «لأنَّ جريرًا من آخر»(مَنْ أَسْلَمَ) ولـ «مسلمٍ»: لأنَّ إسلام جريرٍ كان بعد نزول «المائدة»، ووجه إعجابهم بقاء الحُكْم، فلا نسخ بآية المائدة خلافًا لما ذهب إليه بعضهم؛ لأنَّه لمَّا كان إسلامه في السَّنة الَّتي تُوفِّي فيها الرَّسول ﵊ علمنا أنَّ حديثه معمولٌ به، وهو يبيِّن أنَّ المراد بآية المائدة: غير صاحب الخفِّ، فتكون السُّنَّةُ مخصِّصةً للآية.
ورواة هذا الحديث مابين بغداديٍّ وكوفيٍّ، وفيه: ثلاثةٌ من التَّابعين يروي بعضهم عن بعض
(١) «بالخاء المعجمة»: مثبتٌ من (م). (٢) في (ج): «الحرث». (٣) «عن ذلك»: مثبتٌ من (م). (٤) في النُّسخ جميعها: «قيس»، وهو خطأٌ، ليس من رجال السِّتَّة أحد بهذا الاسم، والمثبت عن «الفتح» (١/ ٥٩٠)، وكتب التَّراجم. (٥) «يعجبهم»: سقط من (م).