أي (١): في تلك الأيَّام واللَّيالي، أو في مهابِّها (٢)(﴿صَرْعَى﴾): موتى، جمع صريعٍ (﴿كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ﴾) أي: (أُصُولُهَا) وخاويةٍ، أي: متآكلةٍ أجوافها، شبَّههم بجذوع نخلٍ خاليةِ الأجواف ليس لها رؤوسٌ، وقيل: إنَّ الرِّيح أخرجت ما في بطونهم، وكانت تحمل الرَّجل فترفعه في الهواء، ثمَّ تلقيه فتشدخ رأسه فيصير جثَّةً بلا رأسٍ (﴿فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ﴾ [الحاقة: ٦ - ٨]) أي: من (بَقِيَّةٍ) أو من نفسٍ باقيةٍ، قيل: إنَّهم لمَّا أصبحوا موتى في اليوم الثَّامن -كما وصفهم الله تعالى- حملتهم الرِّيح فألقتهم في البحر، فلم يبقَ منهم أحدٌ.
٣٣٤٣ - وبه قال:(حَدَّثَنِي) بالإفراد، ولأبي ذرٍّ:«حدَّثنا»(مُحَمَّدُ بْنُ عَرْعَرَةَ) بن البِرِنْد -بكسر الموحَّدة والرَّاء وسكون النُّون- ابن النُّعمان النَّاجي السَّامي -بالسِّين المهملة- القرشيُّ البصريُّ قال:(حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) بن الحجَّاج (عَنِ الحَكَمِ) -بفتحتين- ابن عُتَيبة، بضمِّ العين مُصغَّرًا (عَنْ مُجَاهِدٍ) هو ابن جبرٍ (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ﵄، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ) أنَّه (قَالَ: نُصِرْتُ) يوم الأحزاب (بِالصَّبَا) بفتح الصَّاد المهملة والموحَّدة مقصورًا، أرسلها الله تعالى على الأحزاب لمَّا حاصروا المدينة، فسفَّت التُّراب في وجوههم وقلعت (٣) خيامهم، فانهزموا من غير قتالٍ، وعن عكرمة: «قالت الجنوب للشَّمال ليلة الأحزاب: انطلقي ننصر رسول الله ﷺ، فقالت الشَّمال: إنَّ الحرَّة لا تسري باللَّيل، فكانت الرِّيح الَّتي أُرسِلت عليهم (٤) الصَّبا» رواه ابن جريرٍ (وَأُهْلِكَتْ عَادٌ) قوم هودٍ ﵊(بِالدَّبُورِ) -بفتح الدَّال- الرِّيح الَّتي تجيء من قِبَل وجهك إذا استقبلت القبلة، فهي تأتي من دبرها. وروى ابن أبي حاتمٍ عن مجاهدٍ عن ابن عمر ﵄
(١) «أي»: مثبتٌ من (م). (٢) في (ص): «مهبَّاتها». (٣) في (د) و (م): «وأقلعت». (٤) في (ب) و (د): «إليهم».