(٤)(قَوْلُهُ: ﴿وَإِذَا قِيلَ﴾) ولأبي ذرٍّ: «بابٌ» بالتَّنوين (١)«﴿وَإِذَا قِيلَ﴾»(﴿لَهُمْ تَعَالَوْا﴾) معتذِرين (﴿يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللهِ﴾) عدَّ هذه النُّحاة من الإعمال؛ لأنَّ ﴿تَعَالَوْا﴾ يطلبُ ﴿رَسُولُ اللهِ﴾ مجرورًا بـ «إلى» أي: تعالوا إلى رسولِ الله، و ﴿يَسْتَغْفِرْ﴾ يطلُبُه فاعلًا، فأعمَل الثَّاني، ولذلك رفعَه، وحذف من الأول؛ إذ التَّقدير: تعالوا إليه، ولو أعملَ الأوَّل لقيلَ: تعالوا إلى رسولِ الله يستغفِر لكم، فيضمر في ﴿يَسْتَغْفِرْ﴾ فاعلٌ، قاله في «الدُّر»(﴿لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ﴾) بالتشديد للتَّكثير، ونافعٌ بالتخفيف مناسبًا لما جاءَ في القرآنِ من مستقبلِهِ؛ نحو: يلوون، ولا ينافي التَّكثير وهذا جواب ﴿إِذَا﴾ (﴿وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ﴾) يعرضونَ عن الاستغفارِ، و ﴿يَصُدُّونَ﴾ حال؛ لأنَّ الرُّؤية بصريَّة (﴿وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ﴾ [المنافقون: ٥]) حال أيضًا، وأتى بـ ﴿يَصُدُّونَ﴾ مضارعًا؛ ليدلَّ على التَّجدد والاستمرار، وسقطَ «﴿وَرَأَيْتَهُمْ﴾ … » إلى آخره لأبي ذرٍّ، وقال بعد قوله: ﴿رُؤُوسَهُمْ﴾: «إلى قوله: ﴿وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ﴾»(حَرَّكُوا) هو تفسيرُ قولهِ: ﴿لَوَّوْا رُؤُوسَهُمْ﴾ (اسْتَهْزَؤُوْا (٢) بِالنَّبِيِّ ﷺ. وَيُقْرَأُ بِالتَّخْفِيفِ) كما مرَّ (مِنْ لَوَيْتُ) معتلَّ العين واللَّام، وسقطَ «ويقرأ … » إلى آخره لغير الكُشمِيهنيِّ.
٤٩٠٤ - وبه قال:(حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى) بضم العين مصغَّرًا، أبو محمَّدٍ العَبسيُّ مَولاهم، الكُوفيُّ (عَنْ إِسْرَائِيلَ) بنِ يونُس بنِ أبي إسحاق (عَنْ) جدِّه (أَبِي إِسْحَاقَ) عَمرو السَّبيعيِّ (عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ)﵁، أنَّه (قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَمِّي) قيل -زيادةً على ما مرَّ-: إنَّه ثابتُ بنُ قيسِ بنِ زيد، وهو أخو أرقمَ بن زيدٍ، أو أراد عمَّه -زوج أمِّه- ابنَ رَواحة، وكانوا في غَزاة بني
(١) قوله: «بالتنوين»: ليست في (د). (٢) في (م): «استهزاء».