﴿وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ﴾ رجوعًا إلى ﴿الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [الفتح: ٥] والباقون بالخطاب إسنادًا إلى المخاطبين، والظَّاهر أنَّ الضَّمائر عائدةٌ إلى الله، وتفريقُها بجعلِ بعضها للرَّسول قولٌ للضَّحَّاك.
(﴿شَطْأَهُ﴾): هو (شَطْءُ (١) السُّنْبُلِ) ولأبي ذرٍّ: «شَطْأ» بالألف بدل الواو صورة الهمزة (تُنْبِتُ) بضم أوَّله وكسر ثالثهِ من الإنباتِ (الحَبَّةُ) الواحدةُ (عَشْرًا) من السَّنابلِ (أَوْ ثَمَانِيًا) ولأبي ذرٍّ: «وثمانيًا» بإسقاط الألفِ (وَسَبْعًا) قال تعالى: ﴿كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ﴾ [البقرة: ٢٦١](فَيَقْوَى بَعْضُهُ بِبَعْضٍ، فَذَاكَ (٢) قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَآزَرَهُ﴾) أي: (قَوَّاهُ) وأعانهُ (وَلَوْ كَانَتْ وَاحِدَةً؛ لَمْ تَقُمْ عَلَى سَاقٍ، وَهُوَ) أي: ما ذكر (مَثَلٌ ضَرَبَهُ اللهُ لِلنَّبِيِّ ﷺ، إِذْ خَرَجَ) على كفَّار مكَّة (وَحْدَهُ) يدعوهُم إلى الله، أو لمَّا خرجَ من بيتهِ وحدَه حين اجتمعَ الكفَّارُ على أذاه (ثُمَّ قَوَّاهُ)﷿(بِأَصْحَابِهِ) المهاجرينَ والأنصار (كَمَا قَوَّى الحَبَّةَ بِمَا يَنْبُتُ) بفتح أوَّله وضمِّ ثالثه، وبضم ثمَّ كسر (مِنْهَا) وقال غيره: هو مثل ضربهُ الله لأصحاب محمَّد ﷺ في الإنجيلِ: أنَّهم يكونون قليلًا ثمَّ يزدادونَ ويكثرونَ. وقال قتادةُ: مثل أصحابِ محمَّد في الإنجيلِ مكتوبٌ له: (٣) سيخرجُ قومٌ ينبتونُ نباتَ الزَّرعِ، يأمرونَ بالمعروفِ وينهونَ عن المنكرِ.
(١) هذا (بابٌ) بالتَّنوين، أي:(٤) في قولهِ تعالى: (﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا﴾ [الفتح: ١]) الأكثرون (٥) على أنَّه صلحُ الحديبيةِ، وقيل: فتحُ مكَّة، والتَّعبيرُ عنه (٦) بالماضِي لتحقُّقهِ. قال في «الكشاف»: وفي ذلك من الفخامةِ والدَّلالة على علوِّ شأن المخبرِ ما لا يخفى. انتهى. قال الطِّيبيُّ: لأنَّ هذا الأسلوبَ إنَّما يرتكبُ في أمرٍ يعظمُ (٧) منالهُ، ويعزُّ الوصول إليه، ولا يقدرُ على نيلهِ إلَّا من له قهرٌ وسلطانٌ،
(١) كتبت في (س) و (ص): (شطؤ)، وكتبت في (د): (شطأ). (٢) في (د): «فذلك». (٣) «له»: ليست في (م). (٤) «أي»: ليست في (ص) و (ب). (٥) في (ص): «الأكثر». (٦) قوله: «عنه»: ليست في (د). (٧) في (د): «عظيم يعظم».